لا تسألوني..
بنعيسى احسينات – المغرب
لا تسألوني عن الغد.. لا عن المستقبل..
لا عن الآتي.. لا عن اليوم المقبل..
اسألوني عن الأمس.. عن الحاضر..
عن الحالي الآني.. لا عن المنتظر..
الغد مرتقب ومطلوب بالجد والحزم..
لكن يبقى في الغالب مجهول الاسم..
فمهما خططنا له بالاجتهاد والتمكين..
لم نتمكن من تحقيقه بمنتهى اليقين..
الغد منتظر، فهو آت لا محالة بطلعته..
لكن التحكم فيه مرهون بدقة معرفته..
نحسب له ألف حساب بالعلم في حينه..
دون أن ندرك، في الحقيقة، كل كنهه..
فاليوم والغد يُبْنَيان بالعقول والسواعد..
بالعمل، بالإخلاص، بالإٌبداع، بالقواعد.
لا تسألوني عن العقيدة، ولا عن الإيمان..
لا عن الحي، و لا عن العائلة والجيران..
لا عن أبي وأمي، والأخوات والإخوان..
بل اسألوني عن السلوك، وعن الأفعال..
عن الرفقة، وعن التواصل والاتصال...
عن الإحسان والخير، والحق والجمال..
بل عن التفكير، وعن العلم والتحصيل..
وعن التضامن، وعن التسامح الجميل..
وعن الانفتاح، والتفاهم بالجدل والحوار..
وعن التعاون والتكافل، وحسن الجوار..
وعن المحبة والإخاء خارج لغة الأشرار..
من أجل تحقيق حياة إنسانية لكل الأبرار.
خالية من الحقد والبغضاء، ومن الكراهية..
بلا عنف، بلا إرهاب، بلا تدمير للإنسانية.
لا تسألوني عن الفتنة، وعن القتل والترهيب..
ولا عن الإقصاء والتهميش، والنفاق المريب..
لا عن الميز والاستلاب، وعن احتقار العباد..
لا عن الظلم والحرمان، وعن سيادة الاستبداد..
لا عن التحرش، وعن التعنيف ضد النساء..
لا عن اغتصاب الأطفال، وعن قتل الأبرياء..
لا عن الكوارث الطبيعية، وحكم القدر والقضاء..
بل اسألوني عن الحرية والعدل، ونشر المساواة..
وعن التعايش والتعاون، من داخل الاختلافات..
وعن الوطنية والمواطنة، خارج كل الحسابات..
وعن قيم الإنسانية، وعن التفاهم بين المعتقدات..
هكذا نحقق إنسانيتنا حقا، ونستحق معنى الحياة..
فلا فرق بين البشر، فالكل يحيا ويموت بالأجل..
فطوبى لمن عرف قدره، وآمن وأخلص في العمل.
-----------------------------------------------
بنعيسى احسينات - المغرب