إلى إرهابي..
بنعيسى احسينات -الخميسات – المغرب
-1-
إرهابٌ وقتلٌ للناسِ..
بفعل شر الإنسِ الخناسِ..
من إيحاء المارد الوسواسِ..
أيها الإرهابيُ القابعُ في جبة القناصِ..
ناشرٌ للموتِ؛ بالذبح، بالتفجير، بالرصاصِ..
بتقيةٍ يختلسُ الخطى، لتنفيذ ما يسميه بالقَصَاصِ..
هو وحده على الحق، يستجيب لأوامر أُمرائهِ..
أمراء الدم، بعيدين عن الدين وتعاليمهِ..
يَحْشُرُ اللهَ ورسولَهً في جرائمهِ..
هو منزوعُ الإنسانية من حياتهِ..
آلةٌ إرهابية، فتاكةٌ بأفعالهِ.
- 2-
مَنْ أنت ومَنْ تكونُ..؟
أيها الإرهابيُ المجنونُ..؟
تستبيح حياة الناس وأنت مفتونُ..
متعطش للدماء، تحت ذريعة الجهاد..
باحثا عن الأسباب لتبرير الاستشهاد..
تاركا وراءك دمارا وقتلى، من الأبرياء مع الحداد..
متأبط لحزام الموت، لا تخشى الموانعَ..
تندفع لمرماك زارعا خلفك الفواجعَ..
تنشر الموت بالمجان بلا حساب..
خارج منطق الثواب والعقاب..
ويبقى السؤال بلا جواب.
-3-
كيف أصبحت إرهابي..؟
ترهب الناس، بلا أسبابِ..؟
لا تعرفهم من قبلُ، ولو بالانجذابِ..
لمجرد الطمع في الجنة وحور العينِ..
أوهامٌ فَضةٌ، تصنع منها أحلاما باليقينِ..
تحتكر اللهَ ورسولَه، وتفرض إرادتك بالتمكينِ..
كارهٌ للحياة، محب للقتل، سَفاكٌ للدماءِ..
ترمي بالكفر كل مخالف من الأبرياءِ..
متطرف، مُتَعَصبٌ بشحنة الكبرياءِ..
فاشل حقود، متمرد على الآباءِ..
مُحْبَطٌ محرومٌ، بلا إباءِ.
-4-
فالآخر كافر وَجَبَ قَتْلُهُ..
حلالٌ دَمُهُ عليه، وَعِرْضُهُ..
والاختلافُ برأيِهِ، جُرْمٌ لا يَقْبَلُهُ..
فهو يَكْفُرُ بالأسرةِ وبالوطنِ متجهما..
خارجَ الإجماعِ، يُؤْمِنُ بإحياء الخلافة متوهما..
وجهادُ الكفار في العالم، واجبٌ على كل المسلمينَ..
واحتكارُ الإسلام، من حق جماعة المتطرفينَ..
لكن الإسلام دين الحق، جاء للناس أجمعينَ..
فالأحنافُ وأهلُ الكتاب سُمو بمسلمينَ..
ومحمدٌ، هو رسولُ الله للعالمينَ..
لا فرقَ إلا بتقوى المُؤمنينَ.
-5-
فللإرهابِ أسبابهُ الشنعاءُ..
منها الفقرُ والتهميشُ والإقصاءُ..
منها الحرمانُ والاحتقارُ والاستياءُ..
منها الاستقطابُ والتحريضُ المُستاءُ..
وتغليبُ التعصبِ والطائفيةِ عند المتزمتينَ..
والابتعاد عن التعايش والتسامح، بين العالمينَ..
نحن اليوم في حاجة إلى حماية الإسلامِ..
من أسلوب الاحتكار للتعنيف والانتقامِ..
نحن في حاجة إلى الانفتاح والوئامِ..
إلى المفكرين، لا إلى الأصنامِ..
إلى التسامح، وإلى السلام.
-6-
والإرهابي لا دين، لا قانون له..
لا تاريخ، لا وطن، لا هوية عنده..
لا تفاوض، لا حوار، لا تواصل معه..
يتغذى من الإقصاء، ومن الهشاشة..
ومن التطرف والتعصب، ومن البطالة..
مرغَ اسمَ الإسلام في الإرهاب والكراهية ..
جعله موضوعَ الانتقاد بين المتعصبين..
وأداةَ التخويف تلاحقُ المسالمينَ..
من المُتَدَينِين وغيرُ المُتَدَينِينَ..
بانتشار الرعْبِ بين الآمِنينَ..
دونَ تمييزٍ بين كل الآدَمِيينَ..
-7-
نريد أن يتعايش الكل بسلامٍ..
بتفاهمٍ، بتضامن، بحبٍ، بوئامٍ..
لنعيشَ مجتمعين، بتقدير واحترامٍ..
لا يفرق بيننا، لا دينٌ ولا جنسٌ ولا لوْنُ..
لا فقرٌ ولا غنى، ولا عِلْمٌ ولا قُوةٌ، ولا بَوْنُ..
نحن بنو البشر حقا، يجمعنا جميعا هذا الكوْنُ..
لماذا نترك الكراهيةَ والحقدَ، يُعكرَا صفونا..
ونحن كلنا من آدمٍ، ومن التراب خُلِقْنا..
وسنموت يوما، عندما يأتي أجلنا..
فماذا سيضرنا لو تدبرنا اختلافنا..
بتسامح، بتعايش، بإِنْسَانِيَتِنا.
-----------------------------------------------
بنعيسى احسينات -الخميسات- المغرب