الخميسات: النيابة الإقليمية للتربية والتعليم تسدل الستار على النسخة الأولىلملتقى الفيلم التربوي
اختتمت فعاليات ملتقى الخميسات للفيلم التربوي، بعد مرور ثلاثة أيام من الأنشطة السينمائية بالمؤسسات التعليمية ما بين 17 و19 ماي 2011.
وتأتي هذه التظاهرة التربوية والثقافية والفنية بالنسبة لنيابة الخميسات في إطار حركية المنظومة التربوية كما صاغها البرنامج الاستعجالي بمختلف مشاريعه، ولاسيما المشروع القاضي بتفعيل الحياة المدرسية عبر الأنشطة المندمجة،الصفية واللاصفية، للأندية التربوية، ومنها النادي السينمائي، باعتباره فضاء يمكًن تلاميذ وتلميذات المؤسسة التعليمية من مقاربة الإنتاج السمعي البصري بمنظور علمي ونقدي، عبر تحليل مفاهيم السينما والفيلم واللقطة والصورة، وطرق إنتاجيتها ومجموع الاختصاصات العاملة في صناعة الميديالوجيا؛ نظرا لكونها فاعلا أساسيا في تشكيل وعي المتلقي وهندسة اتجاهات الرأي العام في المجتمعات الحديثة. وبالتالي فإن المؤسسة التعليمية معنية بالتجاوب والتحاور مع التحولات الكبرى التي تعرفها تكنولوجيا الاتصال والإعلام بإدماج الصورة كمكون أساسي من مهام التربية الحديثة، ومد جسور التواصل معها للوقوف على سلبياتها وإيجابياتها، وفقا للغايات والأهداف المنوطة بالمؤسسة التربوية، حيث تستهدف هذه التظاهرة تحقيق "ملتقى الخميسات للفيلم التربوي" في دورته الأولى، تحت شعار "نحو تأسيس ثقافة سينمائية بالمؤسسات التعليمية"، وهو ما يشكل هدفها العام على الأقل في المرحلة الحالية، وهي تدخل زمن تأسيسها الأول، وتنشد تحقيق جملة من الأهداف، تتمثل في تمنيع التلاميذ والتلميذات ضد سلبيات الصورة ـ سواء كانت إشهارية أوسينمائية أوغيرها ـ على سلوكياتهم وقدراتهم التخييلية والمعرفية وتمثلاتهم، وإقدار التلميذات والتلاميذ على قراءة الصورة علميا وجماليا، دون السقوط في الإسفاف والابتذال والاستهلاك المجاني، وتحفيزهم على إنتاج صور ثابتة أولقطات متحركة معبرة عن وضعية ما تستجيب لمعايير الجودة والإبداع، وإكسابهم القدرة على التفريق بين الإنتاج الجيد والرديء، الذي يتلقونه عبر الفضائيات المختلفة المشارب والتوجهات، وتمهيرهم على إنتاج أعمال سينمائية تتناسب مع إمكانيات المؤسسة وفضاء المجتمع المدرسي وفق خطة عمل سنوية للنادي السينمائي، ينقل المؤسسة من الاستهلاك والتلقي إلى الإنتاج والفعالية، ولاشك أن الصورة الثابتة تشكل حضورا قويا في الكتاب المدرسي وفي مختلف المواد الدراسية، غير أن هذا الحضور يبدو متفاوتا أحيانا وضبابيا أحيانا أخرى، وربما اتخذ حلية لنصوص المتن الدراسي، بحسب وجهات النظر المختلفة...، وقد حمل الملتقى على عاتقه هذه السنة تكريم هرم من أهرام السينما المغربية وإبن إقليم الخميسات المخرج والمبدع محمد العبازي في حفل الإفتتاح، وتكريس تقليد خاص بالملتقى وذلك بتكريم فعالية تربوية أعطت الشيء الكثير في مجال السينما التربوية حيث كان الاحتفاء هذه السنة بالمبدع ورجل التعليم محمد الشغروشني في حفل الاختتام، وكان الملتقى مناسبة للتداول في شأن الصورة وعلاقتها بالعمل التربوي، ومدى فاعليتها في إبلاغية الدرس العلمي والأدبي وتقريب مفاهيمه للمتلقي. انطلاقا من كون صورة الغلاف والصور الداخلية والعنوان الرئيسي والعناوين الفرعية هي عتبات لولوج النص بمختلف أنواعه وأجناسه.
وتأسيسا على ذلك توزعت فعاليات ملتقى الخميسات للفيلم التربوي ـ في دورته الأولى ـ بين مسابقة الأفلام التربوية المنجزة من طرف الأندية السينمائية بالمؤسسات التعليمية، المنتمية لنيابات الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا زمور زعير، وفتح ورشات للتكوين وتقاسم الخبرات والمعارف فيما يخص التصوير السينمائي وكتابة السيناريو لفائدة مؤطرات ومؤطري الأندية السينمائية وتلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية والتي أطرها كل من "ذ.شوقي الحمداني" و"ذ.أنور خليل" و"ذ.لحسن أزدو" و"ذ.محمد الشغروشني"، كما تم مد جسور التلاقي بين الفعاليات السينمائية الوطنية والمحلية من كتاب سيناريو ومخرجين ونقاد. بالإضافة إلى مشاهدة أفلام سينمائية قصيرة لمخرجين مهنيين؛ كالفنان "عبد الكبير الركاكنة" والفنان "محمد الشريف الطريبق" والفنانة "أسماء المدير".علاوة على إشاعة ونشر ثقافة المشاهدة والقراءة الفيلمية بمختلف المؤسسات التعليمية بتراب نيابة الخميسات. وتتنوع فقرة الندوات بين ندوة موضوعاتية تتمحور حول "صورة الطفل والشاب في السينما المغربية " التي أطرها ثلة من النقاد السينمائيين "ايت عمر المختار"، "نورالدين محقق"، "عبد المطلب عميار". وندوة ثانية حول موضوع: "السينما التربوية والفيلم التربوي"، وذلك رغبة في مأسسة هذين المفهومين في إطارهما التربوي، وباعتبارهما يشكلان منعوت الملتقى وشعاره الأساسي. ليسدل الستار على النسخة الأولى لملتقى الخميسات للفيلم التربوي بتتويج فيلم 'سارة' لمدرسة الأطلس بسلا ل"أنور خليل" بالجائزة الكبرى للملتقى، وأحسن إخراج لفيلم ثانوية محمد السادس بوالماس 'تافرنانت' ل"محمد الشغروشني"، وأحسن سيناريو لفيلم 'نارة الفردوس بالخميسات 'الخائف' ل"عبد الرحيم جليلي"، وجائزتي أحسن تشخيص ذكور وإناث لكل من بطلا فيلم 'سارة' وفيلم 1005.