آيت واحي: تميز تلاميذ م م عمرو بن زكري في الملتقى الأول لإدريس بنزكري
آيت واحي-محمد شاكري
نظم نادي إدريس بن زكري للتضامن بمجموعة مدارس عمرو بن زكري بخميس سيدي يحيى (آيت واحي) نيابة إقليم الخميسات، يومه السبت 28 ماي الجاري، ملتقى إدريس بنزكري الأول للطفل القروي، تحت شعار "المدرسة فضاء للتربية على المواطنة".
وهو الملتقى الذي بدأ حوالي الساعة العاشرة صباحا، بالنشيد الوطني، وكلمات المنظمين والضيوف، لتتنوع بعد ذلك فقراته التي أبدع فيها تلاميذ وتلميذات المؤسسة من خلال تقديمهم/ن للوحات تعبيرية ("لن ننساك يا إدريس بنزكري"، و"العصفور السجين")، مع أناشيد باللغتين العربية والأمازيغية، وعروض للأزياء، ورقصة فلكلورية لفن أحيدوس. وبالموازاة مع ذلك برمجت عدد من الورشات العملية والثقافية والتربوية والترفيهية اختتمت باللعبة الكبرى طواف المغرب؛ القفز بالأكياس، اللعب بالكرة، المشي بالمرآة، ملئ الكؤؤس بالماء، إطفاء الشموع...، كما قدمت مستفيدتان من برنامج محو الأمية قراءة رسالتين شكر لمن ساعدهما على التعلم لاقتا استحسان الحضور المتكون من أفراد من عائلة بنزكري وجمعويين وحقوقيين ومنتخبين وإعلاميين وفنانين وأطر تربوية من الإقليم ومن خارجه. وقدمت هدية رمزية من النادي للمجلس الوطني لحقوق الإنسان استلمها ممثليه الحاضرين، وهي عبارة عن لوحة تجسيدية لصورة المرحوم بنزكري (بورتريه) من إنجاز الفنانة مها بوروط.
وقد عبر مدير المؤسسة "ذ.شانا نورالدين" في كلمته عن دور الأنشطة الموازية واللقاءات التربوية التي تعد متنفسا للتلميذ/ة وفرصة تواصلية مع محيطه/ا وزملائه/ا، كما ثمن إيجابية وإيجابية الشراكة مع مختلف المصالح الإدارية التعليمية وغيرها ومع المجتمع المدني ومختلف المتدخلين في الحياة المدرسية.
ومن جانبه قال السيد "مصطفى إزناسني"؛ ممثل المجلس الوطني لحقوق الإنسان، كلمة في حق بنزكري، استحضر من خلالها ما زخرت به شخصية المرحوم، كإنسان ومناضل وإطار متمرس، مستحضرا تجربته داخل المنظمة المغربية لحقوق الإنسان بعد خروجه من السجن، والتي تميزت بالجدية والتفاني في العمل المنظم والمطالعة والتحصيل العلمي..، عارجا على إسهاماته في إخراج تجارب رائدة كمنتدى الحقيقية والإنصاف ولجنة الإنصاف والمصالحة، وإبداعه في العدالة الانتقالية للكشف عن ماضي الخروقات وطي صفحة الماضي الأليم وجبر ضرر الضحايا، إلى محطته الأخيرة بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان.
كما دعت "خديجة العطش"؛ التلميذة المسؤولة بالنادي المنظم للقاء، إلى التشبع بمضامين التربية على المواطنة التي رفعها النادي كشعار في ملتقاه الأول، والتمست تضافر جهود جميع المتدخلين للمزيد من الأنشطة التربوية والتثقيفية بالمؤسسة ومساعدة تلاميذ المنطقة.
وأبرز "إدريس قداري"؛ رئيس الفرع الإقليمي لمركز حقوق الناس بالخميسات وعضو الهيأة المديرة الوطنية لنفس المركز في كلمة باسم هذه الأخيرة، أن هذا اللقاء ضرب من ضروب استكمال ما بدأه مناضلو الحركة الحقوقية العالمية والوطنية وعلى رأسهم المرحوم "إدريس بنزكري"، المناضل والرجل العظيم الذي خسره جميع المغاربة والحقوقيين في بقاع العالم. وهو المناضل والمثقف الذي لم يحتاج إلى تصنع ولا إلى أي لون من النفاق والمحاباة لكي يصنع مجده السرمدي، وظلت البساطة والتواضع والإحساس بالآخرين كنزه الذي لا يفنى، عبر محطات حياته النضالية منذ كان تلميذا أواخر الستينيات، إلى يوم توديعه 22/07/2007 بتراب هذه الأرض الطيبة (آيت واحي). وأضاف المتدخل أن ما ينعم به المغاربة من مناخ متغير تتسع وتتطور فيه مجالات الحريات الفردية والجماعية، سببه النضال الحقيقي والمقاومة الباسلة لرجال اختلفت قدراتهم ومواقفهم لكنهم آمنوا وتوحدوا على ضرورة التغيير وكسر القيود من داخل أسوار المعتقلات ومن خارجها، في التنظيمات المختلفة التي كانت متنفسا وجسرا تواصليا بين المناضلين وجماهيرهم. واعتُبر "إدريس بنزكري" عُملة نادرة من بين رفاقه في درب هذا الكفاح. واغتنم المتدخل الفرصة لرفع تحية تقدير وإجلال لأسرة وعائلة بنزكري، كما ناشد كل المتدخلين بالإسراع في تنمية منطقة آيت واحي وجبر ضررها بالنهوض واستكمال المشاريع التنموية التي سبق وأن أمر بإحداثها الملك محمد السادس مباشرة بعد وفاة المرحوم. كما أكد "قداري" أن تجربة الرجل العظيم "بنزكري"، هي مدرسة حقيقية استوفت شُعُبَها، ونموذج نضالي متكامل، يجب استثماره الحقيقي للحيلولة دون العودة إلى انتهاكات حقوق الإنسان من طرف أي كان وفي أي زمكان. ودعا كل الفعاليات الحقوقية والسياسية والثقافية وغيرها، للعض بالنواجذ على التراث النضالي المجيد للحركة الحقوقية الوطنية، مع تحريك جادة الإبداع المنفتح والحداثي لديمومة الحقوق وضبط الواجبات وترسيخ حقوق الإنسان، الكونية والشمولية، تربية وثقافة. وترصيص الصفوف لدسترتها. داعيا في نفس الوقت جميع المسؤولين، على اختلاف درجاتهم، بعدم المساس بالحريات العامة الفردية والجماعية للمغاربة، وتفعيل مضامين الصكوك والمواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب. مذكرا الجهات الوصية بالتسريع في المصادقة على ما بقي عالقا من مواثيق أممية. وقال المتدخل أن بعض الأجهزة الأمنية بالغت في استعمالها المفرط للقوة لتفريق وقفات ومظاهرات احتجاجية سلمية، سواء في إطار الحراك الشبابي وما أفرزه من تيارات مشابهة أوفي إطار الاحتجاجات الاجتماعية الأخرى للمطالبة بالشغل أوالترقية...إلخ، وهو ما يضرب في العمق الحق في الاحتجاج والتظاهر المنصوص عليه قانونا؟ (سبق وطالب بنزكري بحكامة السياسة الأمنية بالمغرب). وبالمقابل شدد على رفضه للتخريب وطرق الاحتجاج غير المسؤولة وغير السلمية التي تُرتب خسائر مادية بليغة في الممتلكات الخاصة والعامة بالإضافة إلى جانب مساسها بالسلامة البدنية والصحية للأشخاص وإزهاقا للأرواح في بعض الحالات، وسلبها لحرية آخرين (الاعتقالات). وما ينتج عن كل ذلك من ضرب في مصداقية التحولات العميقة التي يخوضها المغرب ملكا ومؤسسات شرعية وهيآت ذات مصداقية. كما طالب ممثل مركز حقوق الناس بإطلاق سراح المعتقلين إثر الأحداث الأخيرة، وعدم متابعة الصحفيين بالقانون الجنائي واحترام حرية الرأي والتعبير. وأدان العمل الإجرامي الذي تعرضت له مقهى أركانة بمراكش. ودعا كل الغيورين على المصلحة العامة البلاد إلى صيانة المكتسبات وإعمال مبادئ حقوق الإنسان.