سلطات مدينة تنغير... متى تعود الثقة لمسئولينا؟
حمزة شافعي
تلقى مسؤولو مدينة تتغير رسالة إنذار ثانية اثر تزامن مهرجان التنمية والإقلاع الاقتصاديين مع أخطر حادثة سير شهدتها المدينة. مفاد هذه الرسالة هو وجود أولويات أكثر استعجاليه من مهرجانات الإسراف، الاستهزاء والتمييع المقصود والملفوفة بغطاء التنمية والثقافة. وقد تلقت سلطات المدينة رسالة أولى في الصيف الماضي حينما ثار واد تودغى ضد النسخة الأولى للمهرجان لكن للأسف لم يجد الآذان الصاغية من طرف المواطنين الذين فضلوا الرقص على إيقاعات موسيقية رديئة طيلة أيام المهرجان.
عجيب أمر مسؤولي تنغير، فبدل خدمة المدينة والساكنة، فإنهم يفضلون تبذير أموال الفقراء في مهرجانات هدفها الأول والأخير هو القضاء على الخصوصية المحلية للمدينة وزرع أنماط غريبة ومدمرة للمنطقة لتسهل عملية الانقضاض على مدينة مازالت وفية لروح الممانعة ضد مخططات المخزن المكشوفة. فبدل تنظيم مهرجان ينفق عليه المواطن رغما عن انفه عن طريق فواتير الكهرباء والماء وكذلك الضرائب، كان لزاما على السلطات إصلاح طرقات المدينة التي تسبب يوميا حوادث السير يذهب ضحيتها الأبرياء وتوفير مستشفى للمدينة التي أريد لها هن تكون مقصية لعقود طويلة.
عجيب أمر مسؤولي مدينة تنغير؟ لا يحركهم تقطع شرايين أطفال صغار وأنين أمهات حوامل أثناء رحلات الاستشفاء العسيرة إلى مدن بعيدة مثل ورزازات ومراكش. مسؤولو مدينة تنغير لا تحركهم دموع عائلات الضحايا بل ويمضون قدما في لا إنسانيتهم. إنهم يستمتعون بعذاب وآلام المواطن التنغيري الأبدية. مسؤولو تنغير لا يريدون أن يستقيم أمر المدينة كغيرها من مدن المغرب. يريدون المدينة بلا طرقات ومستشفيات كي تكثر الكوارث والمصائب على الساكنة، كي يكثر عدد الموتى والمعطوبين، كي يسهل الانقضاض على ما تبقى من خيرات المنطقة.
مسؤولو مدينة تنغير لا يولون أدنى اهتمام لشباب المدينة لأنهم لم يوفروا دور ثقافة ورياضة، بدل ذلك فهم يقيمون مهرجانات هدفها القضاء على القيم والأخلاق النبيلة. سلطات مدينة تنغير ترى بأم أعينها هشاشة بنيات المدينة ولا تحرك ساكنا لتنمية المنطقة لسبب بسيط وهو تعالي المسؤولين وتكبرهم عن القيام بمهامهم وبواجباتهم.
في مركز مدينة تنغيرمثلا، تنفجر أنابيب الصرف الصحي ويحكم على المواطن استنشاق عطرها الممزوج بألوان الربيع تارة وألوان الشتاء تارة أخرى إلى الأبد. قس على ذلك افتقار المدينة إلى معاهد ومدارس تقي أبناء المدينة مشاق السفر إلى مدن بعيدة لمتابعة دراستهم. وما يندى له الجبين هو حرمان اغلب هؤلاء الطلبة من المنح الدراسية والحق في العمل عكس طلبة الجنوب المغربي الذين يتمتعون بحق النقل المجاني، المنحة وفرص استثنائية للشغل. فأين المساواة؟ وهل أبناء تنغير أثرياء كي يحرموا من المنحة الدراسية؟ أم أنهم لا ينتمون إلى هذا الوطن إذا تعلق الأمر بالحقوق الواجب ضمانها لكل مواطن؟
في عمالة تنغير، لا تستغرب إن صادفت الكاتب العام للعمالة وهو يهدد أحد المواطنين البسطاء الذي لم يجد العدالة في ظل دولة تتغنى دوما باحترام حقوق الإنسان، العدالة، الديمقراطية ... مسؤول يتعالى عن سبب وجوده والمتمثل في خدمة وإنصاف المواطن و يمتطي صهوة جواد الترهيب والتهديد بتحريض المواطنين الآخرين ضد مواطن معزول يحاول منع اعتداءات وخروقات المكتب الوطني للكهرباء في مزارع المنطقة.
سلطات لا تحرك ساكنا لوقف الصراعات القبلية لأنها أولا تستمتع حينما يتصارع أبناء المنطقة وثانيا لأنها تعرف جيدا الامتيازات التي ستحصل عليها حالة فشل تلك القبائل المتصارعة في تسوية ملف الأراضي السلالية.
بالمقابل، فرغم المظاهرة التاريخية التي اهتز لها مكتب السيد العامل، الذي أبان عن فشله المطلق في إدارة شؤون عمالة تنغير الفتية، ونهج أسلوب التهديد والوعيد بإعادة تربية أبناء مدينة تنغير حسب ما تداولته ألسنة المواطنين أياما قبل وبعد انفجار تظاهرة الكرامة، فان الطريق لا تزال طويلة أمام المواطن كي يستخلص جزءا قليلا من حقوقه وقسطا يسيرا من إنسانيته الملغاة قبل وبعد إحداث العمالة.
عجيب أمر السلطات في تنغير، فبدل جلب الأدوية للمرضى وبدل بناء المستشفيات، فإنها تبادر بجلب الدبابات وقوات القمع كلما حاول السكان المطالبة بحقوقهم. إن المقاربة القمعية التي تتبناها سلطات تنغير تجد تبريرا لها في الاعتقالات التعسفية التي تنهجها السلطات لإسكات صوت الحق والحرية بدل التقرب والإنصات لمعانات وآلام المواطن المقهور في عقر داره.
فإلى متى سنستمر في فقدان الثقة بمسئولينا؟ وما هي مدة انتهاء الحقد الذي يكنه لنا مسئولونا في أرضنا دفينا كان أم مصرحا به؟ أم أننا كمواطنين بقينا نلوم عيب مسؤولينا والعيب فينا؟
عجيب أمر مسؤولي تنغير، فبدل خدمة المدينة والساكنة، فإنهم يفضلون تبذير أموال الفقراء في مهرجانات هدفها الأول والأخير هو القضاء على الخصوصية المحلية للمدينة وزرع أنماط غريبة ومدمرة للمنطقة لتسهل عملية الانقضاض على مدينة مازالت وفية لروح الممانعة ضد مخططات المخزن المكشوفة. فبدل تنظيم مهرجان ينفق عليه المواطن رغما عن انفه عن طريق فواتير الكهرباء والماء وكذلك الضرائب، كان لزاما على السلطات إصلاح طرقات المدينة التي تسبب يوميا حوادث السير يذهب ضحيتها الأبرياء وتوفير مستشفى للمدينة التي أريد لها هن تكون مقصية لعقود طويلة.
عجيب أمر مسؤولي مدينة تنغير؟ لا يحركهم تقطع شرايين أطفال صغار وأنين أمهات حوامل أثناء رحلات الاستشفاء العسيرة إلى مدن بعيدة مثل ورزازات ومراكش. مسؤولو مدينة تنغير لا تحركهم دموع عائلات الضحايا بل ويمضون قدما في لا إنسانيتهم. إنهم يستمتعون بعذاب وآلام المواطن التنغيري الأبدية. مسؤولو تنغير لا يريدون أن يستقيم أمر المدينة كغيرها من مدن المغرب. يريدون المدينة بلا طرقات ومستشفيات كي تكثر الكوارث والمصائب على الساكنة، كي يكثر عدد الموتى والمعطوبين، كي يسهل الانقضاض على ما تبقى من خيرات المنطقة.
مسؤولو مدينة تنغير لا يولون أدنى اهتمام لشباب المدينة لأنهم لم يوفروا دور ثقافة ورياضة، بدل ذلك فهم يقيمون مهرجانات هدفها القضاء على القيم والأخلاق النبيلة. سلطات مدينة تنغير ترى بأم أعينها هشاشة بنيات المدينة ولا تحرك ساكنا لتنمية المنطقة لسبب بسيط وهو تعالي المسؤولين وتكبرهم عن القيام بمهامهم وبواجباتهم.
في مركز مدينة تنغيرمثلا، تنفجر أنابيب الصرف الصحي ويحكم على المواطن استنشاق عطرها الممزوج بألوان الربيع تارة وألوان الشتاء تارة أخرى إلى الأبد. قس على ذلك افتقار المدينة إلى معاهد ومدارس تقي أبناء المدينة مشاق السفر إلى مدن بعيدة لمتابعة دراستهم. وما يندى له الجبين هو حرمان اغلب هؤلاء الطلبة من المنح الدراسية والحق في العمل عكس طلبة الجنوب المغربي الذين يتمتعون بحق النقل المجاني، المنحة وفرص استثنائية للشغل. فأين المساواة؟ وهل أبناء تنغير أثرياء كي يحرموا من المنحة الدراسية؟ أم أنهم لا ينتمون إلى هذا الوطن إذا تعلق الأمر بالحقوق الواجب ضمانها لكل مواطن؟
في عمالة تنغير، لا تستغرب إن صادفت الكاتب العام للعمالة وهو يهدد أحد المواطنين البسطاء الذي لم يجد العدالة في ظل دولة تتغنى دوما باحترام حقوق الإنسان، العدالة، الديمقراطية ... مسؤول يتعالى عن سبب وجوده والمتمثل في خدمة وإنصاف المواطن و يمتطي صهوة جواد الترهيب والتهديد بتحريض المواطنين الآخرين ضد مواطن معزول يحاول منع اعتداءات وخروقات المكتب الوطني للكهرباء في مزارع المنطقة.
سلطات لا تحرك ساكنا لوقف الصراعات القبلية لأنها أولا تستمتع حينما يتصارع أبناء المنطقة وثانيا لأنها تعرف جيدا الامتيازات التي ستحصل عليها حالة فشل تلك القبائل المتصارعة في تسوية ملف الأراضي السلالية.
بالمقابل، فرغم المظاهرة التاريخية التي اهتز لها مكتب السيد العامل، الذي أبان عن فشله المطلق في إدارة شؤون عمالة تنغير الفتية، ونهج أسلوب التهديد والوعيد بإعادة تربية أبناء مدينة تنغير حسب ما تداولته ألسنة المواطنين أياما قبل وبعد انفجار تظاهرة الكرامة، فان الطريق لا تزال طويلة أمام المواطن كي يستخلص جزءا قليلا من حقوقه وقسطا يسيرا من إنسانيته الملغاة قبل وبعد إحداث العمالة.
عجيب أمر السلطات في تنغير، فبدل جلب الأدوية للمرضى وبدل بناء المستشفيات، فإنها تبادر بجلب الدبابات وقوات القمع كلما حاول السكان المطالبة بحقوقهم. إن المقاربة القمعية التي تتبناها سلطات تنغير تجد تبريرا لها في الاعتقالات التعسفية التي تنهجها السلطات لإسكات صوت الحق والحرية بدل التقرب والإنصات لمعانات وآلام المواطن المقهور في عقر داره.
فإلى متى سنستمر في فقدان الثقة بمسئولينا؟ وما هي مدة انتهاء الحقد الذي يكنه لنا مسئولونا في أرضنا دفينا كان أم مصرحا به؟ أم أننا كمواطنين بقينا نلوم عيب مسؤولينا والعيب فينا؟