من أجل الكرامة الإنسانية بالخميسات مع المحامين الشباب
الخميسات-إدريس قداري
أطلقت منظمة العفو الدولية، فرع المغرب، مشروعا رياديا بإقليم الخميسات، بشأن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ "التربية من أجل الكرامة الإنسانية"، الذي يهدف إلى نشر الوعي بتلك الحقوق مع الشركاء المحليين وعلى رأسهم جمعية المحامين الشباب. وذلك خلال اللقاء التواصلي المنظم بين هذه الأخيرة ومنظمة العفو يوم 5 مارس الجاري بفندق الديوري بالخميسات.
اللقاء الذي افتتح بكلمة "محمد الحبيب بنالشيخ"؛ رئيس جمعية المحامين الشباب، الذي أكد على أهمية المشروع المقترح، واستعداد الجمعية لتفعيل الشراكة القائمة في هذا المستوى وتفاعلها مع مختلف الأطراف المتدخلة؛ من مجتمع مدني وقطاعات حكومية ومنتخبين، بما يعود بالنفع على المنطقة. ومن جانبها صرحت ممثلة المنظمة، في كلمتها، أن هذا اليوم التواصلي يأتي للتعريف بالمشروع المذكور، وتمكين الساكنة من فهم حقوقهم وإمكانية التقاضي من أجلها ومحاسبة الحكومة عن تقاعسها في إنقاذ هذه الحقوق، وتطوير فهم حقوق الإنسان القائمة على النوع الاجتماعي، خاصة وأن المشروع سيركز في مرحلته التجريبية على الحقوق الصحية والإنجابية للنساء القرويات بالمنطقة.
ثم قدم "د.عبد الحميد سامي"؛عن جمعية الأطباء، عرضا حول الوضعية الصحية بالإقليم. وقام "محمد السكتاوي" المدير العام للمنظمة بالمغرب بتقديم المشروع وأهدافه ومجالات عمله. وأبرزت "ثريا بوعبيد"؛ منسقة برنامج التربية على حقوق الإنسان بالمنظمة، عرضا حول مسالك وتنفيذ المشروع.
واستهل "السكتاوي"، في عرضه لتقديم للمشروع وأهدافه، بالإشارة إلى وجوب تجاوز ثقافة الاحتجاج والوصف، وملاحظته لغياب المعنيين الأساسيين والأصوات الحقيقية المتضررة (حاملي الحقوق) وتعويضهم بالنخبة التي تحضر لتنوب عنهم؟، مقترحا تكريس ثقافة "الكرامة"، لما تشمله هذه الأخيرة من مدلول وحمولة تتسع لشمل الحقوق الأساسية للإنسان، وأهمية الحضور المباشر والمشاركة المتفاعلة لحاملي الحقوق.
كما أبرز المتدخل أن الهدف من المشروع الريادي، بمنطقة الخميسات والمبرمج على مدى سنة، هو تكوين المعنيات من النساء وخلق آليات للدفاع عن حقوقهن وتحفيزهن للإسهام في مشاريع تنموية، من أجل استئصال الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية ومساءلة الحكومات، بما يضمن نبد العنف والتمييز الممارس ضد النساء. وذلك بتنظيم أنشطة للتربية على حقوق الإنسان عبر سلسلة من الورشات لتحديد الحاجيات والتشاور وتقوية القدرات، مع القيام بزيارات ميدانية وإحداث صفحة بالانترنيت.
وللإشارة فإن مشروع "التربية من أجل الكرامة الإنسانية" يأتي على خلفية ما راكمته منظمة العفو الدولية بالمغرب، بتنفيذ برنامج طويل الأمد للتربية على حقوق الإنسان لمدة 8 سنوات تحت شعار "حقوق-تعلم-تحرك"، وما ساهم في حصول الكثير من التغييرات الاجتماعية وفي زيادة الوعي وخلق ونشر ثقافة حقوق الإنسان، عبر تفاعل عدد من الجمعيات وإدراج الحكومة المغربية لحقوق الإنسان في المناهج التعليمية. وتطويرا لما سبق ذكره، وفي إطار حملة الكرامة الإنسانية من أجل الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، التي أطلقتها المنظمة منذ عام 2009، يأتي المشروع الجديد لتثمين الشراكة مع الجمعيات المحلية وخصوصا بالمناطق القروي مع التركيز وإبراز قضايا التمييز والتهميش والعنف ضد المرأة والفقر، خصوصا الصحة والمساواة بين الجنسين. كما اعتمدت المنظمة هذه المقاربة لما يعرفه العالم القروي من وضع هش وما يتميز به من تدهور البنية التحتية وارتفاع معدل وفيات الأمهات، بسبب بعد المراكز الصحية عن السكان، وعزلة الساكنة حيث أن 22% منها لا تصلها السيارات...، حسب تقرير اليونسيف لسنة 2009، الذي أكد أيضا أن 227 امرأة من بين 100 ألف تتعرض للوفياة خلال الحمل أوأثناء الوضع في مدة لا تتجاوز 42 يوما في العالم القروي، حيث ينخفض المعدل إلى 187 امرأة بالوسط الحضري.