بمناسبة عيد المرأة فاعلة جمعوية بالخميسات تضع بسيارة الإسعاف؟!
الخميسات-إدريس قداري
كثر الحديث عن تحسين ظروف الصحة الإنجابية ومجانية استقبال الحوامل بالمستشفيات العمومية والعناية بهن إلى ما بعد الوضع، وما جاور ذلك من البرامج التي وصلت للخميسات بشكل متعثر؟.
وظلت النساء الزموريات تعانين قساوة ظروف الولادة، (58.2% نسبة من يلدن بالمؤسسات الصحية، ونفس النسبة تقريبا في مراقبة الحمل– سنة 2009)، ومنهن من دفعن الضريبة غاليا ففارقن الحياة ومنهن من فقدن مواليدهن، وإحداهن وضعت مولودها السنة الفارطة بمرحاض جناح الولادة بالمستشفى الإقليمي. إضافة إلى الظروف المزرية المرتبطة بالبنية التحتية المتمثلة في ضيق هذا المستشفى وعدم اتساعه لتلبية الطلبات الواردة وتراجع خدماته التي يوضحها تناقص عدد الولادات الذي انخفض من 2668 المسجل عام 2006 إلى 1784 عام 2009؟؟، وضعف التجهيزات بباقي المستشفيات والمراكز الصحية الجماعية التي تشمل دار الولادة وهي 13 مركزا منتشرة بتراب الإقليم، وقلة سيارات الإسعاف التي لا تتعدى 27 سيارة؛ منها 8 بالقطاع العمومي و15 بالجماعات و4 للوقاية المدنية، وحسب أحد المتتبعين، أن هذا العدد الضئيل من السيارات لا يمكنه أن يفعل الشراكة الثلاثية في مجال استعمال سيارات الإسعاف، المبرمة بين السلطات المحلية والجماعات المحلية والصحة والمرتبطة بالتدبير الجيد والموضوعي لمجانية النقل بالنسبة للنساء الحوامل.
ومناسبة حديثنا عن هذا الجانب من الصحة العمومية المرتبط بالنساء، وفي يومهن العالمي، ما وصلنا من أخبار مؤكدة عن الفاعلة الجمعوية "فاطمة.ب" زوجة الجمعوي "رشيد.ح.ق" والتي تعرضت لإهانة قصوى، حسب ما صرح لنا به زوجها، فبعد ذهابها إلى المستشفى الإقليمي بالخميسات، زوال يوم السبت 5 مارس الجاري، من أجل الكشف عن تقدم حملها، أكد لها المعنيون بالقسم عدم وشوك وضعها (ما زال ما غدا تولدي .. مازال ما وصل وقتك) ووجهوها إلى المستشفى الجامعي ابن سينا(السويسي) بالعاصمة لتعميق الفحوصات. وبعدما دارت عجلات سيارة الإسعاف باتجاه المسار الجديد عبر الطريق السيار نحو الرباط 85 كلم، أحست "فاطمة" بمغض حاد قاومته لكنه أفضى إلى وضعها بنتا داخل السيارة، وما رافق ذلك من عذاب ومحنة. وواصلت السيارة السير إلى مستشفى السويسي حيث بقيت الأم ورضيعتها خمسة أيام للعلاج والعناية حتى استقرت حالتهما نسبيا محتفلتين بعيد المرأة 8 مارس بسرير المستشفى؟، وعادتا لأحضان الأسرة التي تستنكر هذه اللامبالاة التي كادت أن تفضي إلى كارثة إنسانية جديدة بالإقليم الذي تطالب ساكنته هذه الأيام بالإسراع في إخراج المستشفى الجديد لحيز الوجود نظرا لارتفاع نسبة "المصائب" الإدارية والتقنية والاجتماعية ...به وتعدد الاحتجاجات وتنوعها حول وضعيته العامة.
ونقول لنساء الخميسات: الله يغلبكم على حملكم ..أوملي تولدو على سلامتكم ..وكل عام وانتن بألف خير. ول"فاطمة" نرفع شارة النصر، ونهنئها على سلامتها وندعو لها بالشفاء العاجل ونتمنى أن تكبر الطفلة في عز والديها وعطف وحنان أسرتها الصغيرة والكبيرة.