حقيقة الحياة..
( في رثاء الدكتور محمد سويرتي الذي ودعنا من غير رجعة )
ذ. بنعيسى احسينات
( صديق المرحوم)
حقيقة الحياة أننا..
لا ندري متى نغادرها..
والموت حق علينا..
آتية لا ريب فيها..
ولا تدري نفس بأي أرض توارى..
يعز علينا الفراق..
والدموع تسبح في العيون..
والحسرة جاثمة في القلوب..
لفراق الأحبة والأحباب..
قبل حلول الأوان..
لا مرد للمكتوب..
القادم المقدر..
لكن حرقة الوداع..
أبلغ من القدر..
فجأة غادرنا " اسويرتي "..
معلم وأستاذ الأجيال..
مثقف ومبدع بإصرار..
ناقد أدبي كثير العطاء..
صاحب مشروع الحوارية..
أراده كبديل للرواية..
خطفته منا المنية قهرا..
رغم إرادته القوية..
وحب الحياة الفانية..
أراد إتمام رسالة..
لا تعرف أبدا النهاية..
في البحث والتنقيب والقراءة..
في النقد والإبداع والكتابة..
هذا همه منذ الطفولة..
حلمه أن يحصل على الدكتورة..
بجد وتحد وعصامية..
ممتع رائع الجلسات..
متسامح محاور بالبسمات..
دائم الشباب في التصرفات..
بصرخته المدوية المعهودة..
" طرح.. طرح.. " العجيبة..
ينفس بها عما بصدره من ضيق..
ويبعث من حوله الانشراح الدافق..
عاشق ولهان دوما للجمال..
خارج مجال الإغراء والنفاق..
في الفكر والإبداع الجليل..
وفي كل أمر وشيء جميل..
عرفناه.. مناضلا تقدميا..
عرفناه.. مثقفا ملتزما..
عرفناه.. معلما مربيا..
عرفناه.. أستاذا متفهما..
عرفناه.. مكونا متفتحا..
عرفناه.. مؤطرا ناجحا..
عرفناه.. ناقدا مقتدرا..
عرفناه.. مبدعا مستنيرا..
عرفناه.. أديبا كبيرا..
حياته حافلة دوما بالعطاء..
تفيض بدرر وجواهر وسناء..
كرة القدم تشهد له..
بإصابة بالروعة بمكان..
والمسرح في الشباب..
تمثيلا في بداية الاستقلال..
والصحف والمجلات والكتب تذكره..
دور النشر والمطابع تعرفه..
داخل المغرب وخارجه..
أعماله خالدة مدى الحياة..
تشفع له بعد الممات..
محب للخير والحق والجمال..
محبوب من جميع الخلق..
ذريته اقتبست من نوره..
ففاظ العلم والخير من زنده..
ذرية صالحة من نسله..
تدعو له بالرحمة والمغفرة.
بالأمس ودعناه إلى مثواه الأخير..
واليوم لم يبق إلا ذكره المرير..
روحه المرحة الآن تحلق حولها..
تسرق في وجوم وصمت همسنا..
فادعوا له بالمغفرة من ربه..
وبحسن اللقاء والجوار..
فأنت السابق إلى رحمته..
ونحن اللاحقون بك عند الموعد..
فطوبا لنا بالإسلام دينا..
وطوبا لنا بالتوحيد إيمانا..
وطوبا لنا بمحمد رسوله الكريم.
وطوبا لنا بلقاء ربنا سبحانه العظيم..
" إنا لله وإنا إليه راجعون " آمينْ..
لا أحد منا يتأخر عن موعده اليقينْ.
---------------------------------
ذ. بنعيسى احسينات ( صديق المرحوم)