قراءة في وثيقة "العبودية المقننة في القرن الواحد والعشرين في مخيمات البوليساريو بتيندوف"
والرأي لكم..
الوثيقة:
في زحمة ملايين الوثائق التي تزدحم بها أروقة الفضاء الافتراضي، تمر تحت أعيننا آلاف الوثائق يوميا دون أن ننتبه لها، منها الصورة المرفقة، والمعنونة "تحرير رقبة"، وهي ببساطة وثيقة صادرة عن ما يسمى "وزارة العدل والشؤون الدينية"، بجمهورية البوليساريو "العربية الصحراوية الديمقراطية" المزعومة، توثق أن المدعو محمد سالم امحمد هيلال قد حضر للمحكمة الابتدائية بمخيم أوسرد التابع لجبهة البوليساريو، "وهو في أتم الأوصاف المعتبرة شرعا" لماذا؟؟؟ "ليرفع الرق عن السيدتين مباركة ومسعودة وأبنائهما" بتاريخ 13/6/2007.. والوثيقة مصادقة وموقعة ومختومة من جميع الأجهزة المذكورة.. إلى هنا يتوقف حديث الصورة لينفتح بعدها باب القراءات المتعددة والصادمة في جميع ثناياها، والمتروكة لتأمل وبصيرة جميع من يطالع الصورة، لعل أهمها:
- أننا وبعد انقضاء عقد كامل من القرن الواحد والعشرين، وبعد أزيد من أربعة عشر قرنا من صرخة الفاروق عمر بن الخطاب المدوية: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"، لا زال هناك في عالمنا العربي والإسلامي من يستعبد الناس لا معنويا فقط، وإنما ماديا أيضا، أي بالمعني الحقيقي لا المجازي لكلمة "رق وعبيد".
- أن هذه الممارسة المقننة شرعا (بدليل صدورها عن وزارة الشؤون الدينية) وقانونا (بدليل توثيقها في المحكمة الابتدائية) لا تزال تمارس في "جمهورية" وهمية تحمل كلمة "الديمقراطية" في اسمها، وتدعي الدفاع عن حقوق "الشعب الصحراوي".
- أن الرقاب التي تكرم السيد محمد سالم بتحريرها وإعتاقها، لا تقتصر على امرأتين بريئتين أوقعتهما أقدارهما في يد عصابة من المجرمين استباحت استعبادهما، بل تعدتهما إلى استعباد أبنائهما من ذكور وإناث.
- أن التقارير الحقوقية الدولية التي تتحدث عن مئات إن لم يكن الألاف من العبيد والرقيق الذي يُتملك ويورث وعند انقضاء الحاجة "يعتق" ويحرر، ذات مصداقية أكبر بما لا يقاس مع النفي المتكرر لقيادة عصابة البوليساريو في المنابر الدولية لوجود أية حالة رقيق في مخيمات تيندوف.
- أن الدعاية التي تقوم بها مكاتب البوليساريو في العواصم الأوروبية والدولية، والتباكي الذي يقوم بها مندوبوها مستغلين حالة التعاطف الإنساني العامة مع أوضاع المحتجزين في مخيمات تيندوف، هي حالة كاذبة هدفها مراكمة الثروات من الاتجار بالمساعدات الإنسانية، لأنها ببساطة تصدر عن أشخاص يقننون ويشرّعون استعباد إنسان لأخيه الإنسان، بسبب لون بشرته.
- لا نستطيع أن نمنع أنفسنا من المقارنة بين الوضعية الحقوقية والإنسانية المأساوية لأبناء الصحراء الكرام الذين حُكم عليهم إلى حين بالاحتجاز في سجن كبير يتمثل في مخيمات تيندوف، وبين الوضعية الحقوقية والإنسانية لمن أسعفهم الحظ بالعيش على أرضهم في الأقاليم الجنوبية للمغرب، تحت بصر وسمع العالم أجمع وسط أبناء وطنهم المغاربة، أحرارا كراما في وطن حر كريم.
- أخيرا وليس آخرا، فهذه الوثيقة تهدم كل أساس أخلاقي -إن كان موجودا أصلا- لكل مطلب أو خطاب يصدر عن هذه العصابة، في كل ما يتعلق بأبناء الصحراء الذين تدعي زورا وبهتانا أنها تدافع عن "حقهم في تقرير مصيرهم"، لأنها ببساطة لا تتعامل مع أبسط هذه الحقوق إلا بطريقة "الهبة"، تعتق من تشاء وتستعبد من تشاء في مخالفة صارخة لكل الشرائع والمواثيق الدينية والقانونية والإنسانية..
هيثم شلبي
كاتب وصحفي فلسطيني
- أننا وبعد انقضاء عقد كامل من القرن الواحد والعشرين، وبعد أزيد من أربعة عشر قرنا من صرخة الفاروق عمر بن الخطاب المدوية: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"، لا زال هناك في عالمنا العربي والإسلامي من يستعبد الناس لا معنويا فقط، وإنما ماديا أيضا، أي بالمعني الحقيقي لا المجازي لكلمة "رق وعبيد".
- أن هذه الممارسة المقننة شرعا (بدليل صدورها عن وزارة الشؤون الدينية) وقانونا (بدليل توثيقها في المحكمة الابتدائية) لا تزال تمارس في "جمهورية" وهمية تحمل كلمة "الديمقراطية" في اسمها، وتدعي الدفاع عن حقوق "الشعب الصحراوي".
- أن الرقاب التي تكرم السيد محمد سالم بتحريرها وإعتاقها، لا تقتصر على امرأتين بريئتين أوقعتهما أقدارهما في يد عصابة من المجرمين استباحت استعبادهما، بل تعدتهما إلى استعباد أبنائهما من ذكور وإناث.
- أن التقارير الحقوقية الدولية التي تتحدث عن مئات إن لم يكن الألاف من العبيد والرقيق الذي يُتملك ويورث وعند انقضاء الحاجة "يعتق" ويحرر، ذات مصداقية أكبر بما لا يقاس مع النفي المتكرر لقيادة عصابة البوليساريو في المنابر الدولية لوجود أية حالة رقيق في مخيمات تيندوف.
- أن الدعاية التي تقوم بها مكاتب البوليساريو في العواصم الأوروبية والدولية، والتباكي الذي يقوم بها مندوبوها مستغلين حالة التعاطف الإنساني العامة مع أوضاع المحتجزين في مخيمات تيندوف، هي حالة كاذبة هدفها مراكمة الثروات من الاتجار بالمساعدات الإنسانية، لأنها ببساطة تصدر عن أشخاص يقننون ويشرّعون استعباد إنسان لأخيه الإنسان، بسبب لون بشرته.
- لا نستطيع أن نمنع أنفسنا من المقارنة بين الوضعية الحقوقية والإنسانية المأساوية لأبناء الصحراء الكرام الذين حُكم عليهم إلى حين بالاحتجاز في سجن كبير يتمثل في مخيمات تيندوف، وبين الوضعية الحقوقية والإنسانية لمن أسعفهم الحظ بالعيش على أرضهم في الأقاليم الجنوبية للمغرب، تحت بصر وسمع العالم أجمع وسط أبناء وطنهم المغاربة، أحرارا كراما في وطن حر كريم.
- أخيرا وليس آخرا، فهذه الوثيقة تهدم كل أساس أخلاقي -إن كان موجودا أصلا- لكل مطلب أو خطاب يصدر عن هذه العصابة، في كل ما يتعلق بأبناء الصحراء الذين تدعي زورا وبهتانا أنها تدافع عن "حقهم في تقرير مصيرهم"، لأنها ببساطة لا تتعامل مع أبسط هذه الحقوق إلا بطريقة "الهبة"، تعتق من تشاء وتستعبد من تشاء في مخالفة صارخة لكل الشرائع والمواثيق الدينية والقانونية والإنسانية..
هيثم شلبي
كاتب وصحفي فلسطيني
والرأي لكم..
الوثيقة: