نيابة الخميسات تفتح ورشا ثقافيا بشراكة مع جمعية الجرس بالمؤسسات التعليمية
في إطار تنشيط المؤسسات التعليمية بنيابة الخميسات، وتأسيسا للفعل المسرحي التربوي الهادف، وضمن خطة هذه النيابة للارتقاء بالأنشطة اللاّصَفية للتلاميذ، وبشراكة مع جمعية الجرس للمسرح والموسيقى، تنظم النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالخميسات أنشطة تكوينية وتطبيقية في مجال المسرح وتقنياته من خلال ورشات وإنتاجات فنية، بمختلف المؤسسات التعليمية الحضرية والقروية، وذلك إيمانا من الشريكين بأهمية المسرح في الحياة اليومية للتلميذ.
ولعل رسالة اليوم العالمي للمسرح ب 27 مارس 2011 لكتابتها السيدة "جيسيكا أ. كاهوا" التي أكدت فيها على أن المسرح "يطمئن بشفافيته النفس البشرية المسيطر عليها الخوف والشك، وذلك عن طريق تغيير صورة الذات وفتح عالم البدائل من أجل الفرد والمجتمع، إذ بمقدور المسرح أن يعطي معنى للواقع اليومي في حين أنه يكبح غموض الآتي.. كما أنه يمكن للمسرح أن يشارك في الحياة السياسية على تعددها بين الشعوب بطرق مباشرة بسيطة. ولأنه شامل، فيمكنه أن يقدم خبرة قادرة على تجاوز المفاهيم الخاطئة التي رسخت منذ زمان. بالإضافة إلى ذلك، فالمسرح هو وسيلة ناجعة في دفع الأفكار التي نحملها جماعياً، المسرح هو تلك اللغة العالمية التي يمكننا من خلالها تقديم رسائل السلام والتسامح من خلال دمج المشاركين في نشاطه لتحقيق الكثير من مسرح ينغمس لتفكيك التصورات التي عقدت سابقاً، وبهذه الطريقة يعطي للفرد فرصة للانبعاث من أجل إتخاذ قرارات على أساس المعرفة واكتشاف الحقيقة."
ومن خلال كل هذه الأفكار الجميلة والراقية، وإيمانا بجعل التلميذ فاعلا إيجابيا في فضائه المدرسي والمجتمعي، وعملا على تنفيذ مجموعة من الشراكات التي عقدتها النيابة الإقليمية من أجل التلميذ بشكل مباشر، وضمنها شراكة مع جمعية الجرس للمسرح، التي تعد من أقدم الجمعيات المهتمة بالمسرح بالمغرب، تم تنفيذ برنامج مسطر لهذه الغاية وذلك بالقيام بتداريب مسرحية بالمؤسسات التعليمية شملت الإرتجال، التشخيص، الإلقاء والتعبير الجسدي والمبادئ الأولية للكتابة المسرحية، في أفق تتبع إنتاجات النوادي المسرحية المتواجدة بالمؤسسات التعليمية، وعيا من الجمعية والنيابة الإقليمية بأهمية تثبيت الثقافة المسرحية ومجالاتها في المنظومة التربوية من أجل تكوين شخصية التلميذ وانفتاحه على جماليات الفن المسرحي، الذي حتما سيساهم في تنشيط الفضاءات التربوية وزرع الثقة بالنفس وتشجيع المواهب وإشعاع الأنشطة الموازية للمؤسسة.
وعلى هذا الأساس تضافرت جهود النيابة الإقليمية وأعضاء جمعية الجرس للمسرح للتغلب على كل المصاعب من أجل بلورة البرامج التنشيطية والتكوينية في فضاء المؤسسات وبين أحضان تلامذتها وأطرها، وبالفعل باشر المؤطرون تأطيرهم بنوع من التحدي والجدية مما ترك أثرا واستحسانا بين صفوف المستفيدين، الذين يؤكدون بشغف على استمرارية هذا الصنف من التكوينات، التي تنقل التلاميذ إلى عالم الحس والوجدان والتربية على المواطنة والمساهمة في التنمية البشرية والتربية المستدامة.
وللإشارة فإن جمعية الجرس للمسرح سطرت برنامجا يشمل مواد تكوين في مجال المسرح بالمؤسسات التعليمية بتنسيق مع النيابة الإقليمية، شرعت في إنجازه بثانوية 20 غشت الإعدادية بجماعة آيت يدين القروية حضي بتغطية إعلامية من طرف القناة الرابعة، ويليه تكوين بثانوية محمد السادس التأهيلية بوالماس، مع تقديم عرض مسرحي إحترافي من إنتاج الفرقة المسرحية بدعم من وزارة الثقافة والمديرية الجهوية للثقافة بالرباط. مع الإشارة أن هذا البرنامج التنسيقي ركيز على نزيلات ونزلاء الداخليات باعتبارهم في حاجة ماسة إلى مثل هذه الأنشطة والأوراش التكوينية. وفي شق آخر للبرنامج والذي يدخل فيه المجلس البلدي لمدينة الخميسات وفرع جمعية تنمية التعاون المدرسي كشركاء سيتم تنظيم تكوين للطفل ولشباب الثانويات التأهيلية بدور الشباب ودور الأطفال والمدارس الإبتدائية الحضرية سيرتكز على التنشيط الثقافي والمسرحي والموسيقي.
ووجب التنويه أنه أثناء كل هذه الورشات والتكوينات تبين أن مادة المسرح أصبحت تطرح نفسها في الوقت الراهن بإلحاح لتسطيرها ضمن المواد التعليمية الأساسية، لأن المسرح في المدارس سيكون قناة تواصل وإنصات وتحاور، وحسب رسالة "جيسيكا أ.كاهوا" فهو في المقدمة كأداة عالمية للحوار والتحول الاجتماعي والإصلاح، وشكل إنساني وعفوي والأقل تكلفة، وهو البديل الأكثر قوة في كل الأحوال.