أطلس كوفوار مشروع فلاحي ضخم وعالمي بتيداس إقليم الخميسات
إدريس قدّاري
إدريس قدّاري
بدأت تتضح معالم المشروع الفلاحي الضخم بإقليم الخميسات، التي تمتلكه شركة أطلس كوفوار؛ التابعة للمجموعة الإقتصادية الكبيرة "زلاغ هولدينغ"، بعدما حطت هذه الأخيرة الرحال بمنطقة بالريستو بتراب جماعة تيداس، في إطار طلبات العروض التي أطلقتها الدولة المغربية لتفويت الأراضي الفلاحية منذ 2007، وما تلاها من المشروع الوطني الكبير مشروع المغرب الأخضر منذ 2009.
ففي زيارة خاصة لوفد صحفي ممثل لمجموعة من المنابر الوطنية والمحلية، وبحضور فؤاد الشاوني؛ مالك ومُطوّر المجموعة، وعلي بربيش؛ رئيسها التنفيذي، وذة.أمينة الشاوني؛ محامية ومسؤولة الشؤون القانونية للمجموعة، وبالي؛ مسؤول القطاع الفلاحي، ود. حسين أبو لحية؛ المدير التقني والبيطري، ود.عبد الله بولحسن؛ مهندس فلاحي وخبير دولي بقطاع الدواجن، وعدد من أطر وكوادر الشركة، قدمت سهام بنحمان؛ المديرة العامة لأطلس كوفوار، عرضا مفصلا وتوضيحات ميدانية نقدمها كالتالي:
شركة أطلس كوفوار هي مجمع مغربي للدواجن، من بين الأوائل في إفريقيا، توفق في التطبيق العملي لجميع وحداته الإنتاجية التي تحتوي على تكنولوجيات متقدمة، ومعترف بها من قبل الخبراء المغاربة والدوليين كنموذج محلي وجهوي وقاري.
ويعمل هذا المجمع، الذي بدأ العمل سنة 2011، عبر قطبين؛ قطب لإنتاج الكتاكيت بعمر يوم واحد من النوع اللاحم المتغير الأحجام، حيث يتكون من قطب التربية والإنتاج الذي يضم مزرعة حاضنات بسعة 90 ألف من الكتاكيت، موزعة على ستة مباني، ومزارع إنتاج بسعة إجمالية قدرها 180 ألف من الدجاج الولود، موزعة على 12 مبنى، ومفرخ بسعة إنتاج 400 ألف من الكتاكيت في الأسبوع، وملاحق المباني (الإدارة، عنابر، غرف الملابس، قاعات للاستحمام..). إذ بلغ الغلاف المالي المستثمر بهذا القطب ما يقارب 97 مليون درهم بما في ذلك المواشي. ومكن المشروع من خلق حوالي117 منصب شغل بدوام كامل.
ثم القطب الفلاحي الذي يهدف إلى زراعة70 هكتار من فصيلة الورديات ذات النوى (البرقوق، الكاكي، الخوخ والمشمش) في أفق 2015، بمبلغ استثماري وصل إلى 26 مليون درهم، خالقا حوالي 56 منصب شغل، بغية توفير الفاكهة خارج الموسم.
أما المعدات التكنولوجية المتقدمة التي يتوفر عليها المجمع فإنها تحترم المعايير الوطنية والدولية، حيث أن جميع المعدات الخاصة بالوحدات الإنتاجية تتوفر على تكنولوجيات حديثة عالمية، وجميع المنشآت معتمدة بمعايير دولية مثلها مثل الوحدات الإنتاجية الكبرى في العالم.
وتضيف مديرة المجمع أن الأنشطة المتخصصة في قطاع الدواجن تلبي مختلف المعايير الوطنية والدولية، حيث تتوافق مع معايير مخطط المغرب الأخضر والذي يمتثل لقواعد صارمة وضعها المشرع المغربي، كما تقام الأنشطة وفقا للشروط التقنية والصحية والبيئية المتعلقة بإنتاج الدواجن، والتي يحكمها التشريع والقوانين المغربية، كما أن هذه الأنشطة تلبي المتطلبات الدولية المتعلقة بإدارة أنشطة الدواجن التي أوصت بها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو). دون أن تغفل المديرة أهمية مراقبة الوحدات بانتظام للتأكد من أن المرافق وتسيير الأنشطة في جميع الأوقات تمتثل للقانون وللمعايير التنظيمية. حيث شهد المجمع خلال الأشهر الأخيرة عدة زيارات لخبراء ومؤسسات للوقوف على مدى تنفيذ الأنشطة وتجهيز المرافق، بغية تشجيع وتعزيز مثل هذه المشاريع في بلادنا. وأشارت المديرة إلى عمل المجمع واستعداده للحصول نهاية السنة الجارية على شهادتي إيزو 9001 المرتبطة بالجودة و22000 المرتبطة بالسلامة الغذائية.
وفي سؤال عن المشاكل التي طفت مع الساكنة المحلية، أكدت إدارة الشركة أن المشروع مؤسس وفق الشروط التقنية الصحية والبيئية طبقاً للقانون 99-49. موضحة أن مرافق إنتاج الدجاج لا يمكنها العمل بدون الحصول المسبق على موافقة مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، وموافقة السلطات المختصة من جماعة محلية وعمالة ووزارة الفلاحة. وتبقى الوحدات الإنتاجية خاضعة لمراقبة مستمرة من طرف السلطات المعنية، ونفت الإدارة وجود أية آثار سلبية على الساكنة أوالمواشي، مؤكدة أنه بعد شكايات بعض سكان المنطقة واحتجاجهم على أنشطتها، تشكلت لجنة مختلطة من سلطات إقليمية ومحلية وممثلي المصالح المعنية والجماعة، وزارت مختلف وحدات الإنتاج، خالصة إلى احترام معايير السلامة الصحية والبيئية وعدم وجود أي روائح كريهة أونفايات (النفايات التي يفرزها المجمع هي نفايات عضوية تتحلل بسرعة بالتربة وتغذيها (غْبار) مطلوبة من طرف عدد من الفلاحة لتخصيب أراضيهم)، مع عدم تسجيل أية مضاعفات صحية لدى العمال الذين يشتغلون داخل وحداتها.
وتشدّد إدارة الشركة ومسؤوليها على الحافظ على العلاقات الجيدة مع الساكنة المحلية التي يشتغل عدد من أفرادها في وحداتها، في إطار المقاولة المواطنة التي تحرص على التنمية الشاملة والمستدامة عبر خلق فرص الشغل والقيام بمشاريع تنموية مختلفة إلى جانب الأنشطة الإجتماعية والتضامنية بالمنطقة.
نبدة عن المجموعة الإقتصادية "زلاغ هولدينغ"(بتصرف)
تأسست المجموعة عام 1974 من قبل الحاج محمد بنعبد الله الشاوني ثم تطورت مع إبنه فؤاد الشاوني، وهي مجموعة الدواجن المتكاملة الرائدة في المغرب، لديها حاليا 15 قسم/شركة تغطي: الواردات من السلع الزراعية، تغذية الحيوان، الفقس، وتربية الدواجن وذبح الدواجن وإنتاج المنتجات القائمة على الدواجن. ومن علاماتها التجارية الرائدة التي تباع في السوق المغربية نجد "علف المغرب" في مجال تغذية الحيوان، و"داندي" لإنتاج لحوم الدواجن والنقانق. ويبلغ حجم مبيعات المجموعة حوالي 5 مليار درهم وبمعدل نمو سنوي قدره 15٪ في السنوات الأخيرة، و تشغل أكثر من 1700 شخص.
وقد سبق وأعلنت المجموعة خلال شهر أكتوبر 2013، عن مشاركة الشركة الدولية للتمويل، العضو في مجموعة البنك الدولي، في رأس مالها. بُغية تعزيز بنيتها المالية ودعم مخططها للتطوير. وهي أول شراكة مباشرة للشركة الدولية للتمويل في قطاع الصناعة الغذائية بالمغرب خلال السنوات الأخيرة، بغلاف مالي حدد في 350 مليون درهم على مدى ثلاث سنوات، يستثمر لتوسيع الطاقة الإنتاجية للمجموعة في ما يخص الأعلاف المركبة بجهة الدار البيضاء، والرفع من الإنتاجية من الدجاج واللحم في مناطق الخميسات وأزمور وبناء مزارع جديدة للديوك الرومية والدجاج بمختلف التراب الوطني.
كما سبق وأن أوضح علي بربيش؛ الرئيس التنفيذي للمجموعة، أن دخول المؤسسة الدولية في رأسمال المجموعة، جاء ليعزز الاستراتيجية المعتمدة في السنوات الأخيرة، الهادفة إلى تقوية موقع المجموعة في السوق لقطاع يعرف نموا مطردا مع مواصلة الاندماج، مضيفا أن هذه الشراكة ستمكن أيضا من الاستفادة من الخبرة والتجربة الكبيرتين لهذه المؤسسة الدولية، خاصة في مجال تحسين حكامة المقاولات وإضفاء الطابع المؤسساتي على المجموعات العائلية الكبيرة.