أبطال منسيون بدار المهجر
محمد صفحة-إيطاليا
محمد صفحة-إيطاليا
استجابة لفئة كبيرة من الرياضيين والرياضيات المتواجدين بديار المهجر، والذين يحلمون يوما ما أن يرفعوا راية بلدهم والافتخار بوطنيتهم، نحاول رصد ما يعانيه هؤلاء من إهمال من طرف المعنيين. فككل مرة نرحب بآرائهم والتحدث معهم ليحكوا لنا مراحل تدريباتهم والتحاقهم بأندية أوربية في مختلف المجالات الرياضية.
ونخص الحديث هذه المرة عن رياضة فنون القتال (الكراطي) التي تعتبر رياضة ذات منهجية وروح واستقامة وتربية وتواضع وتتسم بالالتزام والانضباط، فتم الاستفسار من أحد اﻷبطال المغاربة المقيمين بايطاليا. البطل المغربي خالد أبو جيد، من الرياضيين في هذا الاختصاص، وحدثنا عن المزايا التي يلقاها في ناديه المتواجد بروما (بلاي سبور)، حيث يلقى عناية خاصة من كل الجوانب، المعنوية منها والمادية، لكن تبقى روح المواطنة والاعتزاز بالقميص الوطني والاحساس بالمسؤولية تجاه الوطن، الحلم الكبير ورغبة كل رياضي مغربي أوعربي معروف على الصعيد اﻷوربي .
أبو جيد كان يمارس هذه الرياضة مند الصغر وبدأ هوايته بالمغرب وتلقى تعليمه في أندية عديدة هناك وخصوصا نادي النجم البيضاوي حتى أصبح من المحترفين في ايطاليا، ليصل مستواه إلى تدريب العديد من الفئات الصغار منهم والكبار، هو من مواليد الدار البيضاء هاجر إلى ايطاليا للعمل ككل شاب طموح لتحقيق مبتغاه المعيشي والرياضي، شارك في عدة مهرجانات رياضية وفاز بألقاب وميداليات تشرف ناديه، لكن كان أمله، كآمال العديد من الطاقات المنتمية لجدور أصيلة تحب وطنها وتضحي بالغالي والنفيس، هو رفع راية الوطن والشعور بمغربيته. دائما نتسائل هل هناك من يفكر ويهتم بهؤلاء وهل السفارات والقنصليات المتواجدة في أوربا على علم بفلذات كبدهم المنسيين في أحضان الغرب؟ وهل سيبقى اﻷوربيون يستغلون طموحاتهم وتحقيق مراتب سامية بفضلهم؟
إن الرياضي المهاجر لا يحتاج إلى عناية مادية بقدر ما يحتاج إلى تشجيعات معنوية تحسسه بالدفيء والحنان والطمأنينة، فهو كالطفل المفقود الذي عاش بعيدا عن حضن أمه التي كانت تمده بالقوة والصبر والاستمرارية، وتمنحه السعادة والحب، ماذا لو حولنا هذا التهميش إلى اهتمام ولو بشكل صغير لجعل هؤلاء النجوم يحبون بلدهم ويفخرون بالانتماء إليه وذلك بتكريم كل رياضي عاش بعيدا عن وطنه ولم يدق طعم أمومة طال زمانها مند أن هاجر ليدق أبوابا غربية فتحت له من أول وهلة.
أبو جيد مثال لعديد من الشباب والشابات المتميزين في بلاد أوربا وأمريكا اندمجوا مع الحياة وصاروا من أبناء هذا البلد ودوي جنسيات متعددة، لكن دمه وعروقه وجدوره وغصونه نابغة من شجرة لا يمكن اجتثاثه منها أبدا.