جمعية زمور للتنمية والتربية والثقافة بالخميسات تنطلق على وقع التميز ...
متابعة : محمد شاكري
نشاط بمواصفات النجاح أتت الانطلاق الرسمي لنشاطات جمعية زمور للتنمية والتربية والثقافة وأعلن فعليا عن بزوغ إسم جديد سيعطي الإضافة النوعية للعمل المدني محليا، النشاط الذي احتضنته رحاب المركز الاجتماعي للقرب بالخميسات جعل من أمسية السبت 18 ابريل 2015 منتدى للنقاش التشخيصي والاستشرافي للمجتمع المدني من خلال مقاربة سوسيولوجية وفلسفية وواقعية، رسم أرضيته كل من المحامي بهياة الرباط ونائب رئيس الجمعية "سليمان بويشومة"، وعبد الرحيم العطري الدكتور في السيسيولوجيا والاعلامي عبد الرحمان بنونة.
اللقاء، الذي ساهم في نجاحه الحضور النوعي والمتميز، استطاع تجميع مثقفين وإعلاميين ومدنيين وسياسيين وأساتذة باحثين ووجوه من عالم الفن والأدب من مشارب فكرية مختلفة، افتتح بآيات بينات من الذكر الحكيم تلته كلمة لرئيس الجمعية "عزيز سعودي"؛ الذي ركز فيها على سياق تأسيس الجمعية، التي جاءت عقب نقاش استلزم تبني رؤية جديد في الحقل الجمعوي على المستوى المحلي قوامه الحكامة والتشاور والتداول التنظيمي وإرساء مبادئ الديموقراطية الداخلية والتسيير الشفاف، كما شدد أن الاطار الجديد لا يعلن نفسه بديلا أوتابعا لأي فكر أوإيدولوجية أوأي تيار سياسي، إنما هاجسه الوحيد هو تقديم الإضافة النوعية بتعاون وشراكة مع النسيج المدني الجاد، إلى ذلك رحب بالحضور وشكر كل من ساهم في إنجاح هذه المحطة.
مداخلة "سليمان بويشومة" عدد فيها أدوار المجتمع المدني عبر التاريخ، معتمدا المرجع القانوني والتشريعي، كما شخص الوضع الذي عرف فترات جذب وبسط تحكمت فيه الأوضاع الساسية والاقتصادية والاجتماعية، وعرج على المعطيات الدستورية الجديدة التي رسمت تدخلات المجتمع المدني وأكسته طابع المأسسة، متأسفا في نفس الوقت عن تأخر القوانين التنظيمية المرتبطة بتفعيلها عمليا.
"عبد الرحمان بنونة" من جانبه تطرق إلى أهمية المجتمع المدني في الإقلاع بمقومات الوطن والمواطن المتقدم، وربط مفهوم المجتمع المدني بالقيم والامتدادات والسلوكيات بدل الجانب المؤسساتي فقط، واستحضر دلالات المفهوم وإطاراته الفلسفية والفكرية التي أسسها مجموعة من الفلاسفة والمفكرين.
المداخلة التي استأثرت أكثر بالتفاعل كانت للدكتور "عبد الرحيم العطري" نظرا لطبيعتها، حيث نزلت من الإطار المؤسساتي والفلسفي إلى ملامسة واقعية للتدبير اليومي، وقد اعتمد الدكتور منهجية التساؤل المستفز للتمثلات، ومنهجية الحكي واصفا أن المجتمع المغربي حكّاي تستهويه الحكاية. في البداية أشاد بتجربة قبائل زمور في إذكاء نوع من قرابة المعنى المتمثلة في "تاظا" داعيا إلى استفادة الفاعل المدني من رمزية هذا الموروث التعاقدي.
المتدخل عنون مداخلته ب"المجتمع المدني من اللارهان إلى الرهان"، رابطا هذا العنوان بجدلية التدخل الذي كان سائدا بالتخلي الذي أصبح واقعا، وتساءل كيف سيكون الوضع إذا ما يوما أعلن المجتمع المدني إضرابا وعطل تدخلاته ؟؟؟، ليبين حجم العمل الكبير الذي يضطلع به. وقد قسم العطري مداخلته الى أربعة محاور:أولها المفاهيم أوالمفهوم:مستعملا التعريف بالنقيض، ومستحضرا تعريفات كرامشي وكدنيس الذي يعتبر المجتمع المدني هو الطريق الثالث أي هو الوسيط بين المواطن والدولة، النقطة الثانية كانت تشخيصية حيت وقف فيها المحاضر على واقع الحال قبل أن يسلط الضوء على شروط الامكان والاستحالة، ليختم بالمآل في ظل تغيرات مؤسساتية ومجتمعية مذكرا بالرهانات الكبرى المتمثلة في الجودة، والاستمرارية والفاعلية.
النقاش العام كان عميقا في دلالاته وغزيرا في إضافاته النوعية، وكان فرصة لاسقاط التجربة المحلية على الاشكالات الكبرى المرتبطة بالموضوع، ونظرا للتوجه التشاركي للقاء فقد تم تجميع مجموعة من التوصيات أهمها هو اعتبار هذه الحلقة منطلقا لتنزيل ما هو نظري واقعيا والإجابة على أسئلة كثيرة بطابع محلي، من أجل تقوية الكفايات الترافعية للفاعل المدني المحلي في أفق المساهمة في البناء الدموقراطي والتنموي للمنطقة.
النشاط اختتم فعالياته على وقع الاعتراف والاشادة، بتكريم المتدخلين الثلاثة في مبادرة حضيت باستحسان الجميع، حيث تم تقديم لوحات وبورتريهات من انجاز الفنان المتمكن "خالد اعريش" كما تم تقديم شواهد تكريمية.
التفاعل العفوي للحضور مع ضيوف الندوة يبين دون ادنى مجال للشك ان الجمهور الزموري متعطش للجودة في طرح المواضع و مستعد لإنجاح المبادرات التي يستشف منها قوة الخطاب و عمق الموضوع.