المبدع احميدة بلبالي ينعش مروحية عماد بادي في "أيام الصيف" بتيفلت
توصلنا من المبدع والشاعر والزجال ورئيس نادي الفن السابع بتيفلت "احميدة بلبالي" بورقة فنية حول فيلم "أيام الصيف" لمخرجه عماد بادي نوردها كالتالي:
في أمسية سينمائية، حضرتها وجوه المدينة الثقافية وكان لي حظ تقاسم متعتها معهم، أنعشت فينا نوستالجيا الحضور السينمائي الذي عشناه داخل نادي الفن السابع بتيفلت. الأمسية اشتملت عرض فيلمين قصيرين للمخرج الواعد عماد بادي. سأقف عند فيلم "أيام الصيف" في محاولة ورقة/ قراءة. السينوبسيس، عائلة مكونة من أم وولد وبنت يعانون حرارة ليالي الصيف يحاولون الإستعانة بمروحية لكنها معطلة يحاول الكل محاولة تصليحها.
الفيلم مدته خمسة عشرة دقيقة نتابع فيها محاولات تصليح المروحية ومجموعة من التفاصيل حول حياة هذه العائلة. تقنيا تم اعتماد اللقطات الثابتة وهي دعوة للفرجة كأني بالمخرج يضعنا في بعد مسرحي متعدد ويدعونا للمشاهدة برؤية من الخارج. الزمن البطيء الذي تعمده المخرج نجح في جعلنا نشعر بالقلق الذي تعيشه الأسرة وهي تحاول أن تتحمل حرارة ليالي الصيف وضيق العيش، حيث الديكور البئيس في تأثيث البيت وانهزام المعيل الوحيد "الفرناتشي" لم نره في العمل فقط. هو يحاول تصليح المروحية كلما حضر أونائم في ركن البيت موليا ظهره للمشاهد كأني به يقول أنا لا أهتم وأكيد يقول أنا مهمش لا حيلة لي منهزم أمام انتظارات أختي وأمي. وقد عبر المخرج بشكل موفق على هذه الحالة حين يلتقط البطل بوضوح في عمق الصورة مسحوقا ومركونا على الحائط بينما في المستوى الأول تكون صورة الأم ظلالا فقط وفي صورة غير كاملة غالبا نصف الجسد الأسفل.
قلة الحوار كان قوة، لأنه فسح المجال للغة السينمائية التي يكون الأصل فيها للصورة والحركة أكثر من الكلام. كما أن جعل البنت تفكر بمستواها الفكري نقط تحسب للمخرج عكس ما نشاهده في أفلام كثيرة عند إشراك الأطفال وجعلهم يفكرون ويتحدثون بلغة الراشدين. (حين كانت الأم تحدث البنت عبر الخطاب ذو اللبوس الديني مفاده أن "الصهد" فيه أجر وسألتها هل تريدين الأجر أجابت بتلقائية الأطفال أنها تريد المروحية)
الديكور الفقير جعله المخرج يتكلم بشكل غني. النافذة كرمز والستار الثابت الذي تخلل مرات الشاشة سيتحرك في النهاية إشارة لهبوب النسيم. المروحية كديكور متحرك كانت شخصية الفيلم الرابعة إن اعتبرنا البطل وأمه وأخته الشخصيات الثلاثة الأخرى. عند إصلاح المروحية في النهاية سيتم الاستغناء عليها من طرف الأم ظنا منها أنها ليست كذلك يمكن تأويله بالعبث في الحياة نجري وراء أوهام وحين تصبح حقيقة نغيبها بأخطاء أوأوهام التشبث بالإستحالة التي تسكننا.
هذه انطباعات سكنتني منذ مشاهدة الفيلم رغم أن ظروف العرض كانت رديئة (كومبيوتر/ داتشاو/ايزار) لم تمكنني من التمتع بالصورة والموسيقى وتفاصيل الحوار ويعلم السينيفيليون أن نصف الجمالية تضيع في هذه الحالة.
عماد بادي مخرج شاب قادم بقوة تغلب على شح الإمكانيات بالتمكن الفني، يذكرني بجمالية القبح التي كنا نصف بها موجة السينما البرازيلة ذات عشق في الأندية السينمائية، وتمكن من أن يحوز على جائزة المدينة الأولى (الجائزة الكبرى) للدورة التاسعة لمهرجان سبو للفيلم القصير الذي احتضنت فعالياته مدينة القنيطرة ما بين20 و23 ماي 2015، أمام أفلام حازت على دعم بينما هو اعتمد على إمكاناته الذاتية المحدودة جدا.
أتمنى أن يكون عرض الشريط، بدار الشباب 9 يوليوز ليلة الجمعة 11 يوليوز 2015 بتيفلت، بمثابة الحجرة التي زعزعت سكون الماء لتخلق أمواج وشرارة النشاط السينمائي الذي افتقدته المدينة بعد تألق سابق لنادي الفن السابع ويكون فرصة أمل لعودته للحضور.
شكرا لجمعية ربيع تيفلت للإبداع والتنمية التي أشرفت على تنظيم النشاط ومنحتنا متعة بصرية كنا في حاجة لها.
احميدة بلبالي