في يوم عيد الحب..
بنعيسى احسينات – المغرب
عن الحب..
في يوم عيد الحب..
أهُوَ آفات العصر بالترهيب..
أم انبعاثٌ من جديد بالترغيب..؟
يُفْرَضُ اليوم فرضا على كل حبيب..
في عصر العولمة، ينتشر عبر "الويب"..
فيا معشر العشاق والمحبينَ..
متى كان للحب عيدٌ، منذ قرون وسنينَ؟
فأي حب نعني يا أهل العشق المبجلينَ..
يُطٍل علينا كل سنة، القديسُ "فَالٍنْتِينَ"..
بيوم عيد الحب، في كل سنة مرة بالعادة..
لتسويق الهدايا، وترويج الرسائل المنافقة.
تَحَوًل الحبُ إلى أصل تجاري بصك العولمة..
يباع ويشترى، في سوق البشرية الجديدة..
كسلعة مشاعة، تُستَهْلكُ بلا قِيم الإنسانية..
نختزله في ورود حمراء، وأجمل البطاقاتْ..
في هدايا جذابة، وسيْلٌ من الرسالات..
في هذا اليوم، يقاس الحب بقيمة الهدايا..
لا بقيمة الإحساس بالحب ونُبْل العطايا..
يكفي اليوم، أن نرسم القلب بكفيْ اليدين..
بتشكيل قلب، من السبابتين والإبهامين..
للتعبير عن حب مفترض، مفروض بالتهجين..
من السهل أن يقول الإنسان: أحبك بلسانه..
لكن من الصعب عليه أصلا، أن يحب بقلبه..
فأين الحب، وأين الإحساس به عندنا..
ترى، سُلِبَ منا قهرا من طغاتنا..
شُوِهَ سلبا من سياسيينا ونخبنا..
ومن تجار الأحاسيس في عالمنا..
يُسَوِقون حتى المشاعر في زمننا..
أم ترى، ياسادة ياسيدات، لا نحب إلا أنفسنا..
جل بقاع أمتنا مدمرة، داخلنا ومن حولنا..
مهددة بالشتات، بالترحيل، بالتهجير من أوطاننا..
مستهدفة بالسلب لخيراتنا..
والفقر يتربص قهرا بشعوبنا..
جيراننا وأهلنا ألذ أعدائنا..
وأعداؤنا الحقيقيون ينعمون بأحضاننا..
في البؤس والحرمان يغرق شبابنا..
واليأس والتهميش والاحتقار ينخر نساءنا..
في الأوراق، ترقد في سبات عميق دساتيرنا..
تفعيلها مرهون بمواقف متخاذلة لسياسيينا..
بالديمقراطية الشكلية يتشدق حكامنا..
والكل بلا استثناء، خداما لسادتنا..
من حكامنا، من أعياننا، من منتخبينا..
في أحلام اليقظة، جميعهم، يغرقوننا..
وحكوماتنا، تتاجر علانية بعذاباتنا..
في يوم الحب، جل نخبنا متآمر علينا..
وكل ما يربطنا بهم قد انتهى ومات فينا..
ويوم الحب عندهم، هو الانتخابات وأصواتنا..
نستظهر وعودهم كما نستظهر من القرآن آياتْ..
يقولون ولا يفعلون: سنفتح لكم مسالك وطرقاتْ..
سنحميكم من الهشاشة ومن الفيضاناتْ..
سنزودكم بالماء والكهرباء بلا فاتوراتْ..
سنبني لكم مساكن وقناطر لسد الحاجياتْ..
سنشيد لكم مدارس ومستشفياتْ..
سنشغل أبناءكم وبناتكم في كل المجالاتْ..
سنفك العزلة على البوادي في المرتفعاتْ..
ولكل الشباب العاطل عمل وبيت وزوجاتْ..
وسنزيل همومكم ونرزقكم من السماواتْ..
وبعد فتح الصناديق وفرز الأصواتْ..
نستيقظ على مزيد من الآهاتْ..
بعد اجترار نفس الوعود والتسويفاتْ..
وتنكشف اللعبة بكل التفصيلاتْ..
ويكتشف، في النهاية، الناخبون الخدعة بالإثباتاتْ..
"وتعود حليمة إلى عادتها القديمة" بعد تحقيق الامتيازاتْ..
"وتبقى دار لقمان على حالها" تجتر الأزمات تلو الأزماتْ.
في يوم الحب، مطالبون بمراجعة ضمائرنا..
الحب صفاء، وعطاء، وتضحية تجري في دمائنا..
كفى كذبا ونفاقا، وتسلطا وتحكما فينا..
حكاما كنا، أو كنا محكومين..
فكلنا من طين خَلَقَنا ربُ العالمين..
نتساوَى حينما نكون للهِ ساجدين..
وحينما يحملوننا إلى القبور مُوَدعين..
لما لا نعيد للحب مكانته بين المخلوقين؟
وللمواطن البائس كرامته بين الآدميين؟
لِما لا نعيد للرأي حريته بين المواطنين؟
لِما لا نأوي المشردين؟
لما لا نساعد المعاقين؟
لما لا نأخذ بيد المعطلين؟
لما لا نمسح دموع الباكين؟
لما لا نوفر الخبز للفقراء المقهورين؟
لما لا ينعم بالحب إلا الأغنياء والمفترين؟
لما لا نعير اهتماما بالحب لدى المستضعفين؟
لما لا نعلن المساواة في الحب بين المتحابين ؟
فالحب حقا، لا يفرق بين الأغنياء والمحتاجين..
فالحب أعدل قسمة كالعقل، بين الناس أجمعين..
يأتي يومُ الحب وشوارع بعض مدننا، مظلمة برايات سود..
عليها "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" بأبيض وأسود ممدود..
يحملها صانعو الموت من ذئاب وتماسيح بلا حدود..
باسم الإسلام يزرعون الذعر في كل البلاد..
يدمرون ويغتصبون، ويقتلون الأبرياء من العباد..
هم لصفة المسلم، منتحلون..
للقتل وللسبي وللغنيمة، عاشقون..
لحياة أمراء الجهاد، مفتونون..
للشهادة المزعومة، مستعدون..
من أجل جنة موعودة، يندفعون..
وللقاء حور العين بالجنة، يعتقدون..
ولنكاح الجهاد بالمراهقات، يمارسون..
فالجهاد كرد العدوان، حق مشروع بالإمام..
لكن الجهاد بالغدر والتنكيل، ليس من الإسلام..
ففي يوم الحب تغرق شوارعنا..
بدماء نسائنا وشيوخنا وأطفالنا..
أريقت وتراق برصاص إخواننا..
بل بدم بارد، نًحْرَقً ونًقْتَلً من أبناء أمتنا..
وموجات الهاربين إلى الغرب عيب فينا..
وصمت العرب القاتل وتواطئهم يكفينا..
ومؤامرة أعداء العرب، كأن الأمرَ لا يعنينا.
ففي يوم الحب، أمتنا تعيش في فوضى بلا سلام..
بلا استقرار، بلا أمن، بلا أمل، بلا أحلام..
فالانقسامات والاختلافات الداخلية تمزقنا..
وديكتاتورية وهيمنة حكامنا تنخرنا..
لم نعد نتفق أبدا على أي شيء عبر تاريخنا..
قد نتفق حقا. لكن على أن لا نتفق فيما بيننا..
وهذا هو سر تشرذمنا، وتفرقنا، وصراعنا..
أبَعْدَ كل هذا، تبقى لنا الجرأة للحديث عن الحب..؟
ياعجبا لهذا العالم المجنون، نعيش فيه بلا القلب !!
الحب في الإنسان، إحساس نبيل، دائم بالفطرةِ..
صاحبه صادق في القول والفعل، وفي التضحيةِ..
قَبَسٌ من الخالق الرحيم، نُفِخَ فينا بالرحمةِ..
ينبع من القلب ومن صميم الوجدان بالأريحيةِ..
فالحب يزكو بالصدق، بالإخلاص، بالتسامح، بالعفةِ..
لا يعرف سبيلا للنفاق، للضعف، للخضوع، للضغينةِ.
أبدا يصدح جهرا، بأرق وأطيب الكلماتِ..
يُعَبرُ إحساسا بالضم، بالعناق، بالقبلاتِ..
يملأ العالم بالانشراح، بالسعادة، بالابتساماتِ..
رغم ما يَشوبُه من المعانات، من الحرمان، من التضحياتِ..
فهو لا يحتاج إلى عيد، لإحيائه من بين الذكرياتِ..
إنه نبض مستمر دائم، لا يخضع للتحديداتِ..
يعيش فينا ونعيش به، ما دمنا في أحضان الحياةِ..
هو حق لكل إنسان، في كل لحظة من اللحظاتِ..
والمحب لا يعرف إلا العطاء دوما، في كل المناسباتِ..
فالحب مخصوص للأم والأب، وللإخوان والأخواتِ..
وللحبيبة والحبيب، للزوجة والزوج، للبنين والبناتِ..
وللوطن، للإنسانية، لله رب الأرض ورب السماواتِ.
---------------------------------------------------------
بنعيسى احسينات – المغرب
بنعيسى احسينات – المغرب
عن الحب..
في يوم عيد الحب..
أهُوَ آفات العصر بالترهيب..
أم انبعاثٌ من جديد بالترغيب..؟
يُفْرَضُ اليوم فرضا على كل حبيب..
في عصر العولمة، ينتشر عبر "الويب"..
فيا معشر العشاق والمحبينَ..
متى كان للحب عيدٌ، منذ قرون وسنينَ؟
فأي حب نعني يا أهل العشق المبجلينَ..
يُطٍل علينا كل سنة، القديسُ "فَالٍنْتِينَ"..
بيوم عيد الحب، في كل سنة مرة بالعادة..
لتسويق الهدايا، وترويج الرسائل المنافقة.
تَحَوًل الحبُ إلى أصل تجاري بصك العولمة..
يباع ويشترى، في سوق البشرية الجديدة..
كسلعة مشاعة، تُستَهْلكُ بلا قِيم الإنسانية..
نختزله في ورود حمراء، وأجمل البطاقاتْ..
في هدايا جذابة، وسيْلٌ من الرسالات..
في هذا اليوم، يقاس الحب بقيمة الهدايا..
لا بقيمة الإحساس بالحب ونُبْل العطايا..
يكفي اليوم، أن نرسم القلب بكفيْ اليدين..
بتشكيل قلب، من السبابتين والإبهامين..
للتعبير عن حب مفترض، مفروض بالتهجين..
من السهل أن يقول الإنسان: أحبك بلسانه..
لكن من الصعب عليه أصلا، أن يحب بقلبه..
فأين الحب، وأين الإحساس به عندنا..
ترى، سُلِبَ منا قهرا من طغاتنا..
شُوِهَ سلبا من سياسيينا ونخبنا..
ومن تجار الأحاسيس في عالمنا..
يُسَوِقون حتى المشاعر في زمننا..
أم ترى، ياسادة ياسيدات، لا نحب إلا أنفسنا..
جل بقاع أمتنا مدمرة، داخلنا ومن حولنا..
مهددة بالشتات، بالترحيل، بالتهجير من أوطاننا..
مستهدفة بالسلب لخيراتنا..
والفقر يتربص قهرا بشعوبنا..
جيراننا وأهلنا ألذ أعدائنا..
وأعداؤنا الحقيقيون ينعمون بأحضاننا..
في البؤس والحرمان يغرق شبابنا..
واليأس والتهميش والاحتقار ينخر نساءنا..
في الأوراق، ترقد في سبات عميق دساتيرنا..
تفعيلها مرهون بمواقف متخاذلة لسياسيينا..
بالديمقراطية الشكلية يتشدق حكامنا..
والكل بلا استثناء، خداما لسادتنا..
من حكامنا، من أعياننا، من منتخبينا..
في أحلام اليقظة، جميعهم، يغرقوننا..
وحكوماتنا، تتاجر علانية بعذاباتنا..
في يوم الحب، جل نخبنا متآمر علينا..
وكل ما يربطنا بهم قد انتهى ومات فينا..
ويوم الحب عندهم، هو الانتخابات وأصواتنا..
نستظهر وعودهم كما نستظهر من القرآن آياتْ..
يقولون ولا يفعلون: سنفتح لكم مسالك وطرقاتْ..
سنحميكم من الهشاشة ومن الفيضاناتْ..
سنزودكم بالماء والكهرباء بلا فاتوراتْ..
سنبني لكم مساكن وقناطر لسد الحاجياتْ..
سنشيد لكم مدارس ومستشفياتْ..
سنشغل أبناءكم وبناتكم في كل المجالاتْ..
سنفك العزلة على البوادي في المرتفعاتْ..
ولكل الشباب العاطل عمل وبيت وزوجاتْ..
وسنزيل همومكم ونرزقكم من السماواتْ..
وبعد فتح الصناديق وفرز الأصواتْ..
نستيقظ على مزيد من الآهاتْ..
بعد اجترار نفس الوعود والتسويفاتْ..
وتنكشف اللعبة بكل التفصيلاتْ..
ويكتشف، في النهاية، الناخبون الخدعة بالإثباتاتْ..
"وتعود حليمة إلى عادتها القديمة" بعد تحقيق الامتيازاتْ..
"وتبقى دار لقمان على حالها" تجتر الأزمات تلو الأزماتْ.
في يوم الحب، مطالبون بمراجعة ضمائرنا..
الحب صفاء، وعطاء، وتضحية تجري في دمائنا..
كفى كذبا ونفاقا، وتسلطا وتحكما فينا..
حكاما كنا، أو كنا محكومين..
فكلنا من طين خَلَقَنا ربُ العالمين..
نتساوَى حينما نكون للهِ ساجدين..
وحينما يحملوننا إلى القبور مُوَدعين..
لما لا نعيد للحب مكانته بين المخلوقين؟
وللمواطن البائس كرامته بين الآدميين؟
لِما لا نعيد للرأي حريته بين المواطنين؟
لِما لا نأوي المشردين؟
لما لا نساعد المعاقين؟
لما لا نأخذ بيد المعطلين؟
لما لا نمسح دموع الباكين؟
لما لا نوفر الخبز للفقراء المقهورين؟
لما لا ينعم بالحب إلا الأغنياء والمفترين؟
لما لا نعير اهتماما بالحب لدى المستضعفين؟
لما لا نعلن المساواة في الحب بين المتحابين ؟
فالحب حقا، لا يفرق بين الأغنياء والمحتاجين..
فالحب أعدل قسمة كالعقل، بين الناس أجمعين..
يأتي يومُ الحب وشوارع بعض مدننا، مظلمة برايات سود..
عليها "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" بأبيض وأسود ممدود..
يحملها صانعو الموت من ذئاب وتماسيح بلا حدود..
باسم الإسلام يزرعون الذعر في كل البلاد..
يدمرون ويغتصبون، ويقتلون الأبرياء من العباد..
هم لصفة المسلم، منتحلون..
للقتل وللسبي وللغنيمة، عاشقون..
لحياة أمراء الجهاد، مفتونون..
للشهادة المزعومة، مستعدون..
من أجل جنة موعودة، يندفعون..
وللقاء حور العين بالجنة، يعتقدون..
ولنكاح الجهاد بالمراهقات، يمارسون..
فالجهاد كرد العدوان، حق مشروع بالإمام..
لكن الجهاد بالغدر والتنكيل، ليس من الإسلام..
ففي يوم الحب تغرق شوارعنا..
بدماء نسائنا وشيوخنا وأطفالنا..
أريقت وتراق برصاص إخواننا..
بل بدم بارد، نًحْرَقً ونًقْتَلً من أبناء أمتنا..
وموجات الهاربين إلى الغرب عيب فينا..
وصمت العرب القاتل وتواطئهم يكفينا..
ومؤامرة أعداء العرب، كأن الأمرَ لا يعنينا.
ففي يوم الحب، أمتنا تعيش في فوضى بلا سلام..
بلا استقرار، بلا أمن، بلا أمل، بلا أحلام..
فالانقسامات والاختلافات الداخلية تمزقنا..
وديكتاتورية وهيمنة حكامنا تنخرنا..
لم نعد نتفق أبدا على أي شيء عبر تاريخنا..
قد نتفق حقا. لكن على أن لا نتفق فيما بيننا..
وهذا هو سر تشرذمنا، وتفرقنا، وصراعنا..
أبَعْدَ كل هذا، تبقى لنا الجرأة للحديث عن الحب..؟
ياعجبا لهذا العالم المجنون، نعيش فيه بلا القلب !!
الحب في الإنسان، إحساس نبيل، دائم بالفطرةِ..
صاحبه صادق في القول والفعل، وفي التضحيةِ..
قَبَسٌ من الخالق الرحيم، نُفِخَ فينا بالرحمةِ..
ينبع من القلب ومن صميم الوجدان بالأريحيةِ..
فالحب يزكو بالصدق، بالإخلاص، بالتسامح، بالعفةِ..
لا يعرف سبيلا للنفاق، للضعف، للخضوع، للضغينةِ.
أبدا يصدح جهرا، بأرق وأطيب الكلماتِ..
يُعَبرُ إحساسا بالضم، بالعناق، بالقبلاتِ..
يملأ العالم بالانشراح، بالسعادة، بالابتساماتِ..
رغم ما يَشوبُه من المعانات، من الحرمان، من التضحياتِ..
فهو لا يحتاج إلى عيد، لإحيائه من بين الذكرياتِ..
إنه نبض مستمر دائم، لا يخضع للتحديداتِ..
يعيش فينا ونعيش به، ما دمنا في أحضان الحياةِ..
هو حق لكل إنسان، في كل لحظة من اللحظاتِ..
والمحب لا يعرف إلا العطاء دوما، في كل المناسباتِ..
فالحب مخصوص للأم والأب، وللإخوان والأخواتِ..
وللحبيبة والحبيب، للزوجة والزوج، للبنين والبناتِ..
وللوطن، للإنسانية، لله رب الأرض ورب السماواتِ.
---------------------------------------------------------
بنعيسى احسينات – المغرب