أسئلة مسرحية يطرحها المبدع والسيناريست شوقي الحمداني لأول مرة
السؤال السابع: المسرح ومغاربة العالم..
الجسر الجديدشوقي الحمداني
يستمر المؤلف والمبدع شوقي الحمداني، من مدينة الخميسات المغرب، في كتابته المستمرة الموفقة ويضيف إلى تجربته المكتوبة، وإلى مؤلفاته المتنوعة، كتابة جديدة عبارة عن أسئلة أومونولوجات جهرية، لم تنشر من قبل، ننشرها تباعا:
السؤال السابع: المسرح ومغاربة العالم..
لعقد طويلة تم التعامل مع الجالية المغربية بالمهاجر الأوربية بمنظور واحد أوحد، مرة كجنود لدعم القوى العسكرية إبان الحربين العالميتين الأولى والثانية، وتارة كأيادي عاملة لبناء أوربا الحديثة وتارة أخرى كمصدر اقتصادي لجلب العملة الصعبة للبلد الوطن الأصل؛ ومع ميلاد الجيلين الثاني والثالث برزت من بين أبناء المهاجرين المغاربة فعاليات سياسية وثقافية وعلمية وفنية. من هنا إذن وجب السؤال عن كيفية إدماج مسرح المهاجرين ضمن سياقات المسرح المغربي في مختلف تجلياته ؟
7/ لقد علم عن "جون فيلار" المسرحي الفرنسي الكبير ومؤسس مهرجان "أفينيون"، أنه نصح المسرحي المرحوم الطيب الصديقي بعد إتمام دوراته التدريبية معه، نصحه بما مفاده أن ينسى كل شيء تعلمه بفرنسا، وليعود إلى بلده الأصلي (المغرب) و يعيد صياغة المسرح الذي يريد ممارسته معتمدا في ذلك على التراث والثقافة المحلية محتفظا بتوظيف التقنيات المختلفة والمتعددة التي تعرف عليها معه. من هذا المنطلق فإنني أؤكد أننا لسنا ضد الانفتاح على ثقافات أخرى من أجل الاستفادة من تجاربها المتنوعة واستغلالها من أجل خلق عروض مسرحية تتواصل مع ثقافة جمهورنا والتفاعل معه بشكل كامل، إذن فبالنسبة للفاعلين من أبناء المهاجرين، الجيل الثاني والثالث، فالجميع يرحب بهم من أجل توسيع أرضية اهتمام الناس بمواضيع مختلفة ومتنوعة، وتقديمها بتقنيات وإمكانيات متطورة فلا ضير في ذلك، ويجب التذكير في هذا الصدد بأن هناك العديد من الفنانين المغاربة الذين انتقلوا إلى بلدان بالخارج لإتمام دراستهم المسرحية العليا، أو لتلقي تداريب في مدارس للتمثيل مشهود لها عالميا بتفوقها في الميدان، ولقد عاد هؤلاء الفنانون والفنانات ليمارسوا مهنهم بالوطن في اندماج تام مع ما يمارس من مسرح وفنون مشهدية أخرى هنا بالمغرب.