مارد الإرهاب..
بنعيسى احسينات - المغرب
مارد الإرهاب يخترق الجدارَ..
داخل الأمة، يُشعلُ النارَ..
ينطلق من عقاله..
يتخلص من قيوده..
يزرع الرعب من حوله..
يبغي الظهورَ..
ينشد الدمارَ..
مارد من جنس بشرْ..
لا يبقي شيئا، ولا يذرْ..
تخلص من قاع قراره..
خرج من قمقمه..
بتعويذة ساحر قذر بقدرته..
لتحقيق أهداف خبيثة..
بحسابات استخباراتية..
أمريكية، أوروبية، صهيونية..
بأموال بترولية عربية..
بتزكية عروبية..
بمؤامرة رافضية..
بأفكار تكفيرية..
بنزعة جهادية..
بلغة إرهابية.
تَجَبر الماردُ بسحر غيره..
تمرد على طاعة أسياده..
بخروجه عن السيطرة..
في ظل توترات المنطقة..
تقوى وانتشر في البرية..
فقد الساحرُ تعويذةَ التحكم..
لإرجاعه إلى وضعه القائم..
إلى أعماق قمقمه الناعم..
فانقلب السحر على الساحر..
وتناسل الإرهاب المريب الجائر..
كسرطان خبيث في الجسد..
في كل أمة، وفي كل بلد..
يتحدى القدر بالأفكار التكفيرية..
بالمحاكم والحدود الشرعية..
بالحكم بالذبح في الخليقة..
المخالفة لسياسته والعقيدة..
بقطع الرؤوس باسم الرحمان..
من أهل الملل والنحل بالبيان..
بتكبيرة الله أكبر، ورفع السبابة..
يُزهقُ نحرا وذبحا، الأرواحَ البريئة..
يتغذى بالتطرف وشريعة الأمراء..
يتكاثر كفيروس، يقتات من الدماء..
فشلت فيه تعويذة الساحر البلهاء.
وأمسى يهدد البشرية بالفناء..
يزلزل الأرض ومن عليها بالعداء..
ينشد الحكم وسلطة التمكين..
يحلم بجنة الخلد وحور العين..
يشرع للغنائم وللنهب المشين..
وللسبي وجهاد النكاح الجديد..
على حساب القتل والتشريد..
حتى المآثرَ وبيوتَ الله بالبلاد..
لم تنجُ من الدمار اللعين..
بالهدم، بالقصف الرعين..
باسم الإسلام المبين..
بل باسم الله العظيم..
ربما باسم شيطان رجيم..
الموارى خلف فقهاء التكفير..
والجهاديين الداعين للنفير..
فغاب السلامُ..
وغاب الاستقرار والوئامُ..
وغابت العدالةُ..
وغابت الحياةُ الحرةُ.
المارد المتمرد خارج المساءلة..
خارج بوصلة التاريخ والجغرافية..
خارج الشرعية الإسلامية..
خارج الشرعية الدولية..
يبغي بناء خلافة إسلامية..
خارج إجماع علماء الأمة..
خارج مباركة الخاصة والعامة..
على جماجم مخالفيه..
خدمة لعقيدته ومذهبه..
بسفك الدماء..
وقتل الأبرياء..
وسبي النساء..
وتهديد البقاء..
وجلب العناء..
وزرع الجفاء..
بالتخويف..
بالتعنيف..
بالتهديد..
بالتشريد..
بالترهيب..
بالذبح المريب..
مقاتلوه من مغامرين ومرتزقة..
مخدوعين بوهم سعادة أُخْرَوية..
مُغَررين بهم وفاقدي روح الإنسانية..
مجندين للجهاد، طامعين في الجنة..
جاءوه من كل فج بإغراء ومغامرة..
هروبا من حرمان وتهميش وعطالة..
طمعا في راتب مريح ونهب وغنيمة..
مع حق إشباع للمكبوت من الرغبات..
بالاستمتاع بإناث السبي البريئات..
وما ملكت الأيمان من المختطفات..
باسم الجهاد وغيره من الأسماء..
تحت سياط العنف وسفك الدماء..
هذا باسم الدين وفتاوى السفهاء..
والله ورسوله بريئان من ادعاء هؤلاء..
في الدنيا وفي الآخرة على حد سواء..
فالإسلام دين التسامح لا دين الاعتداء..
دين الاعتدال، لا تطرف فيه بالاستعلاء..
دين الوسطية، يتسع للكل، لا بالانتقاء..
دين الرحمة بين بني البشر بالاهتداء..
فلا فرق بين بني البشر إلا بتقوى الأتقياء..
لا بالكراهية، والحقد، والتعصب، والإقصاء..
لا بالتكفير، والقتل، والتدمير، يُحَسنُ البقاءُ..
فبالجدال، والحوار، والتفاهم، يحصلُ الإخاءُ..
وبالتعايش، والتسامح، يتحقق أبدا الصفاءُ..
وتسود الهداية، والتقوى، وينتفي البغضاءُ..
ويعم الخيرُ، والعدلُ، والمساواةُ، والرخاءُ..
-------------------------------------------------
بنعيسى احسينات - المغرب