عن مسرحية "أهل المخابيء" للمخرج والكاتب المسرحي د.كريم لفحل الشرقاوي
بقلم:حاميد أعرور
يتناول النص المسرحي واقعا متخيلا لمعاناة مقيمين دائمين بمخبأ مهترئ من المخابئ المتخذة للإحتماء من القصف الخارجي، نص مجسد في خمسة شخوص: النصف، ملفوف، عجين، وعروس، يزورهما بين الفينة والأخرى مندوب اللجنة الثورية المخبئية.
اختار الكاتب استبدال مصطلح المشهد بمصطلح الطبخة، محولا مشاهده إلى تسع طبخات مترابطة، وكل طبخة تحيل القارئ إلى الطبخة الموالية بأسلوب لغوي سلس، اعتمد فيه حوارت مستوحات من قواميس الخطابة الثورية المستعملة بالتنظيمات الإيديولوجية، التي طبعت مرحلة السبعينيات والتي لازالت، وإن صارت أقل حدة، حاضرة إلى يومنا هذا بمختلف المحافل واللقاءات المدنية.
افتتح الكاتب الطبخة الأولى، لنصه المسرحي، بخلاف محتدم حول صيغة اجتماع أهل المخبأ، بين من يراه طارئا، ومن يراه عاجلا، وبين من يراه استثنائيا، وكيف يحاول عجين في الأخير طرح عجنه في صيغة توافقية (اجتماع طارئ وعاجل واستثنائي)، أي عجن الصيغ كاملة في صيغة واحدة. لينتقل الخلاف فيما بعد، إلى خلاف حول صيغة موضوع الاجتماع (مناقشة بنود مشروع القانون المالي للمخبأ- تعديل بنود مشروع القانون المالي للمخبأ -مراقبة بنود مشروع القانون المالي للمخبأ).
إن إثارة الكاتب للخلافات الاصطلاحية المذكورة، ليست اعتباطية، بل تحيلنا حتما إلى ما شهدته وتشهده العديد من التنظيمات المدنية، وكيف تستنزفها التطاحنات الاصطلاحية، الهادرة للزمن والمفككة للوحدة. كما أن اختيار شخصية عجين، التي تنحو منحى عجن المصطلحات، بغض النظر عن دلالتها العميقة، يحيلنا بالمقابل إلى مصطلح "البريكولاج" الذي يسود العديد من التنظيمات بالمجتمع.
هذه الخلافات والتجاذبات الاصطلاحية تربك القارئ منذ الوهلة الأولى، وتجعله محتارا وغير قادر على حسم اصطفافه وتبنيه لهذا المصطلح أوذاك أوالانسياق مع البريكولاج الاصطلاحي لعجين. سيرورة أحداث هذا النص المسرحي المتشابكة والمعقدة الدائرة بمطبخ أحد المخابئ، تتمحور حول أمل الانتقال إلى أحد المخابئ الفولاذية البادخة وأمل النصيف الكسيح، المحروم من "عضوه التناسلي"، في انجاب طفل من عروس العانس ولو بالتخصيب الاصطناعي. هذا الطفل اختار له الكاتب بذكاء اسم "ريع" نسبة إلى الريع الذي تتهافت عليه فئات من النخب الانتهازية بالمجتمع، أحداث النص تتصاعد وتتنازل من طبخة إلى أخرى، بصراع يحتدم ويخبو بتوافق أهالي المخبأ حول رفع يافطات احتجاج بمطالب كاريكاتورية فارغة، أوبحضور مندوب اللجنة الثورية المخبئية أوتصاعد القصف الخارجي للمخبأ.
النص المسرحي الذي تعود كتابته إلى ما قبل سنة 2004، يمكن اعتباره نصا كاشفا للتناطحات الإيديولوجية التي سادت ولازالت تسود، والحائلة دون وحدة مضطهدي الطبقة السفلى للمجتمع، ضحية قادتها المستفيدين من تأزيم أوضاعها والمتخالفين مع الطبقة المسيطرة.
اختار الكاتب استبدال مصطلح المشهد بمصطلح الطبخة، محولا مشاهده إلى تسع طبخات مترابطة، وكل طبخة تحيل القارئ إلى الطبخة الموالية بأسلوب لغوي سلس، اعتمد فيه حوارت مستوحات من قواميس الخطابة الثورية المستعملة بالتنظيمات الإيديولوجية، التي طبعت مرحلة السبعينيات والتي لازالت، وإن صارت أقل حدة، حاضرة إلى يومنا هذا بمختلف المحافل واللقاءات المدنية.
افتتح الكاتب الطبخة الأولى، لنصه المسرحي، بخلاف محتدم حول صيغة اجتماع أهل المخبأ، بين من يراه طارئا، ومن يراه عاجلا، وبين من يراه استثنائيا، وكيف يحاول عجين في الأخير طرح عجنه في صيغة توافقية (اجتماع طارئ وعاجل واستثنائي)، أي عجن الصيغ كاملة في صيغة واحدة. لينتقل الخلاف فيما بعد، إلى خلاف حول صيغة موضوع الاجتماع (مناقشة بنود مشروع القانون المالي للمخبأ- تعديل بنود مشروع القانون المالي للمخبأ -مراقبة بنود مشروع القانون المالي للمخبأ).
إن إثارة الكاتب للخلافات الاصطلاحية المذكورة، ليست اعتباطية، بل تحيلنا حتما إلى ما شهدته وتشهده العديد من التنظيمات المدنية، وكيف تستنزفها التطاحنات الاصطلاحية، الهادرة للزمن والمفككة للوحدة. كما أن اختيار شخصية عجين، التي تنحو منحى عجن المصطلحات، بغض النظر عن دلالتها العميقة، يحيلنا بالمقابل إلى مصطلح "البريكولاج" الذي يسود العديد من التنظيمات بالمجتمع.
هذه الخلافات والتجاذبات الاصطلاحية تربك القارئ منذ الوهلة الأولى، وتجعله محتارا وغير قادر على حسم اصطفافه وتبنيه لهذا المصطلح أوذاك أوالانسياق مع البريكولاج الاصطلاحي لعجين. سيرورة أحداث هذا النص المسرحي المتشابكة والمعقدة الدائرة بمطبخ أحد المخابئ، تتمحور حول أمل الانتقال إلى أحد المخابئ الفولاذية البادخة وأمل النصيف الكسيح، المحروم من "عضوه التناسلي"، في انجاب طفل من عروس العانس ولو بالتخصيب الاصطناعي. هذا الطفل اختار له الكاتب بذكاء اسم "ريع" نسبة إلى الريع الذي تتهافت عليه فئات من النخب الانتهازية بالمجتمع، أحداث النص تتصاعد وتتنازل من طبخة إلى أخرى، بصراع يحتدم ويخبو بتوافق أهالي المخبأ حول رفع يافطات احتجاج بمطالب كاريكاتورية فارغة، أوبحضور مندوب اللجنة الثورية المخبئية أوتصاعد القصف الخارجي للمخبأ.
النص المسرحي الذي تعود كتابته إلى ما قبل سنة 2004، يمكن اعتباره نصا كاشفا للتناطحات الإيديولوجية التي سادت ولازالت تسود، والحائلة دون وحدة مضطهدي الطبقة السفلى للمجتمع، ضحية قادتها المستفيدين من تأزيم أوضاعها والمتخالفين مع الطبقة المسيطرة.