النسخة 3 لموسم زاوية سيدي عبد الرحمان الركاز بتارميلالت والماس الخميسات
أواصر وقربى ونبش في التاريخ المشترك والجغرافيا الموحدة من الجنوب إلى الشمال من أجل تنمية مستدامة
متابعة إدريس قداري
أواصر وقربى ونبش في التاريخ المشترك والجغرافيا الموحدة من الجنوب إلى الشمال من أجل تنمية مستدامة
متابعة إدريس قداري
افتتح اللقاءالرسمي الثالث لموسم زاوية "سيدي عبد الرحمان الركاز أولادإدغمني تركز" يوم السبت تاسع أبريل الجاري بآيات بينات من الذكر الحكيم للمقرئ "عبد الهادي". وأعطت مُسيرة اللقاء الإعلامية والجمعوية "سعاد حجي" انطلاقة الكلمات بداية مع كلمة الجمعية المنظمة، حاملة نفس اسم الزاوية، التي قدمها نائب الرئيسة -"الحاجة امباركة يوشعار"- "الحاج محمد أولاد الصحراوية" حيث رحب بالجميع والحضور المكون من سلطات محلية ومنتخبين وممثلي القبائل الصحراوية والأمازيغية والجمعيات المحلية.. كما تطرق الحاج إلى خلفية تنظيم الموسم المرتكزة على الارتباط بالدولة العلوية وإحياء صلة الرحم مع أبناء العمومة من الصحراء المغربية والتواصل مع أهل المنطقة عربا وأمازيغا.
ثم قدمت "السالكة يوشعار"؛ ابنة مولاي احمد ولد محمد ولد حمييد ولد سيدي محمد بوريال؛ مؤسس الزاوية، نبذة تاريخية عن أحفاد الولي الصالح منذ حلولهم بالمنطقة ومساهمتهم في تنميتها عبر الاشتغال الجدي في إقلاع المعمل المشهور للمياه المعدنية، مذكرة أن أصل تسمية الزاوية يعود لوالدها الذي اختار اسم جده الولي الصالح "سيدي عبد الرحمان الركاز" وقرر الأبناء والأحفاد السير على نهج السلف وجعل السنة سنوية للقاء أبناء العمومة لصلة الرحم والتواصل.
كما قدم "محمد يوشعار" لمحة تاريخية عن عين والماس بعنوان "حقائق وتأملات في نشأة عين تارميلات"؛ من خلال ما تركه الوالد (مولاي أحمد) إبان إدارته للمعمل منذ 1934 حيث كان يسمى والماس ب""أوميص"" والعين "عين بدّ"، وتبين الوثيقة المعنوية ب"الماء الحسن" -التي قدمها المتدخل والتي نحتفظ بنسخة منها حاملة تاريخ 1934- العناية التي أولتها مختلف الجهات الرسمية للعين وتعدد الروايات حول أصلها، إنطلاقا من أهميتها العذبة والطبيعية والصحية؛ فالعين "تنبع من جرف أگنور بين جبال زمور الشلح وزيان ويميص".. وتحكي الوثيقة قصة الولي مولاي يعقوب الموعود في فحص المياه العذباء، الذي ضل يوما عن السبيل في الجرف المذكور في إحدى أيام الصيف الحارة، عطشانا ومتعبا، فصلى واتكأ بيده وعند ملامسته الصخرة ذابت الحجرة ونبعت العين ولقبها بعين "لالة حيّ" التي أرجعت له حياته..، كما جاء بالوثيقة أن المارشال اليوطي فحص هاته العين بطبيب خاص وبعث بنخبة من علماء دولته الحامية للتأكد من صفائها وفوائدها الصحية.. ثم قام جلاته محمد الخامس بتعميم فوائدها على البلاد فكلف جماعة خاصة ببيع وتوزيع مائها على التجار تحت اسم "بَدّ" وهو في الأصل اسم لامرأة حربية مشهورة عاشت بالقرب من العين...
وشارك "الشيخ مولاي عمر" المقيم بمنطقة زعير بكلمة رحب من خلالها بالضيوف وأبناء العمومة، موضحا الهدف من اللقاء لخدمة الصالح العام والتآزر وتثمين الأواصر وتجميع الصفوف على مبدأ التسامح والتآخي.
ومن جانبه قدم "حسن لمراني"؛ من جمعية أهل الخير للأعمال الاجتماعية والثقافية والتربوية كلمة حيى من خلالها جميع الفعاليات التي ساهمت في ربط الأواصر بين القبائل الصحراوية خصوصا وبين القبائل العربية والامازيغية عموما.
كماأكد "مولاي حفيظ الفاضل" في كلمته على أهمية الموسم كرافع مهم لتنمية ورقي المنطقة المؤهلة التي تمنى أن يعمها الاستثمار خصوصا السياحي (منتجعات عائلية ومخيمات)، ومتمنيا تطوير هذا اللقاء وتوسيعه ليعم المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
ثم تقدمت "غزلان"؛ المهتمة بالبيئة وعضوة الجمعية الوطنية لتنمية مهارات وقدرات المرأة، بالشكر للجميع الذي التئموا في هذا الجمع وعبروا عن التواصل بين الشمال والجنوب، متمنية ترسخ هذا التقليد وتطويره.
ورحب النائب الثاني لرئيس مجلس جماعة والماس "حدو قبوش" بالضيوف وشكر المنظمين على روح جديتهم وحبهم للوطن، مؤكدا استعداد مجلسهم لتقديم الدعم والمساعدة للجمعية والزاوية في جميع الميادين والمساهمة في توسيع دائرة أنشطة الموسم.
واختار الجمعوي والمبدع "الفوداشي علي" مساهمته عبر قصيدة زجلية بالمناسبة راقت المستمعين وتجاوب معها الحضور. ولم يفت المنظمين أن قاموا بتكريم بعض الشخصيات المحلية لمجهوداتها وأياديها البيضاء في دعم مسيرة الجمعية الفتية وهم المستشار الجماعي "محمد آيت الحاج"، والإعلامية "سعاد حجي"، والشاب قائد المنطقة "مولاي رشيد العلوي الإسماعيلي". ليختتم اللقاء برفع برقية ولاء وإخلاص لجلالته محمد السادس تلاها أمين الاتحاد الدولي للدفاع عن الحكم الذاتي بالصحراء المغربية السيد "المامون أوسلمو".
هذا وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء الديني لم يخل من إبراز العادات والتقاليد المحلية والوطنية الامازيغية والصحراوية، والتي كان من أهمها استقبال الضيوف بالحليب والثمر على الطريقة الصحراوية ووضع الحناء والعطور والبخور المختلفة وسط الجمع، إلى جانب لوحات فنية قدمتها فرقة محلية للفروسية. وبصم المكان -الجذاب بطبيعته الخلابة- بصمة إضافية للقاء الذي لم تتسع له الخيام السوداء الكبيرة التي زينت بالزرابي والإكسسوارات التقليدية المحلية والجنوبية والأعلام المغربية، في جو ودي وتضامني قل نظيره كان من تأليف المبادرين "الحاجة امباركة" والحاج محمد"و إخراج جماعي لأبناء العمومة والقبائل والفعاليات المحلية.. يتبع.
تصريحات موازية خاصة
*العربي محمد العلوي: مقدم في الطريقة التيجانية وكاتب صحفي من مدينة العيون
"أحداثنا أواصر وقربى والرحم والتاريخ والجغرافيا المشتركة من الجنوب إلى الأطلس، هذه الرفاهية التي تشير إلى وحدة التاريخ المغربي والأصول المغربية، كما أنها مناسبة من أهم المناسبات الدينية التي أولاها أمير المومنين العناية اللازمة، لما لرمزية الزوايا من دور في الحفاظ على العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والطريقة التيجانية.. ونرى هذه المناسبة من باب كبير؛ فحتى أعداء الوحدة الترابية الذين يدعون بانتمائهم لأصول معينة من مناطق مغربية وأنها لديهم فهذه مناسبة من المناسبات التي ترد على مزاعمهم بأنهم في تلك المناطق وليس بالجنوب الذي يؤكد التاريخ أن أصوله أمازيغية".
*مولاي حفيظ دوجا الفاضل: رئيس منظمة أركان سوس للتنمية والمحافظة على البيئة بأكادير
ينطلق حضورنا لهذا الموسم من دعمنا للرمزية التاريخية للمغرب والزوايا المغربية الدينية التي تدفع بما هو اقتصادي واجتماعي وثقافي .. وإحياء هذا الموسم في نسخته الثالثة رسميا هو بهدف تجميع قبائل تركز المنتشرة في ربوع الوطن. كذلك لإحياء علاقات مع قبائل وأطراف أخرى وجمعيات محلية بهدف المساهمة في تنمية المنطقة ولفت الانتباه لها حتى يتم الاعتناء بمؤهلاتها الطبيعية المهمة ويفتح باب الاستثمار لتنميتها..وتبقى مبادرة الإخوة في جمعية سيدي عبد الرحمان الركاز لإحياء هذا الموسم مبادرة جيدة وبصمة طيبة في أفق تطويره اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا على نهج التنمية المستدامة.."
ثم قدمت "السالكة يوشعار"؛ ابنة مولاي احمد ولد محمد ولد حمييد ولد سيدي محمد بوريال؛ مؤسس الزاوية، نبذة تاريخية عن أحفاد الولي الصالح منذ حلولهم بالمنطقة ومساهمتهم في تنميتها عبر الاشتغال الجدي في إقلاع المعمل المشهور للمياه المعدنية، مذكرة أن أصل تسمية الزاوية يعود لوالدها الذي اختار اسم جده الولي الصالح "سيدي عبد الرحمان الركاز" وقرر الأبناء والأحفاد السير على نهج السلف وجعل السنة سنوية للقاء أبناء العمومة لصلة الرحم والتواصل.
كما قدم "محمد يوشعار" لمحة تاريخية عن عين والماس بعنوان "حقائق وتأملات في نشأة عين تارميلات"؛ من خلال ما تركه الوالد (مولاي أحمد) إبان إدارته للمعمل منذ 1934 حيث كان يسمى والماس ب""أوميص"" والعين "عين بدّ"، وتبين الوثيقة المعنوية ب"الماء الحسن" -التي قدمها المتدخل والتي نحتفظ بنسخة منها حاملة تاريخ 1934- العناية التي أولتها مختلف الجهات الرسمية للعين وتعدد الروايات حول أصلها، إنطلاقا من أهميتها العذبة والطبيعية والصحية؛ فالعين "تنبع من جرف أگنور بين جبال زمور الشلح وزيان ويميص".. وتحكي الوثيقة قصة الولي مولاي يعقوب الموعود في فحص المياه العذباء، الذي ضل يوما عن السبيل في الجرف المذكور في إحدى أيام الصيف الحارة، عطشانا ومتعبا، فصلى واتكأ بيده وعند ملامسته الصخرة ذابت الحجرة ونبعت العين ولقبها بعين "لالة حيّ" التي أرجعت له حياته..، كما جاء بالوثيقة أن المارشال اليوطي فحص هاته العين بطبيب خاص وبعث بنخبة من علماء دولته الحامية للتأكد من صفائها وفوائدها الصحية.. ثم قام جلاته محمد الخامس بتعميم فوائدها على البلاد فكلف جماعة خاصة ببيع وتوزيع مائها على التجار تحت اسم "بَدّ" وهو في الأصل اسم لامرأة حربية مشهورة عاشت بالقرب من العين...
وشارك "الشيخ مولاي عمر" المقيم بمنطقة زعير بكلمة رحب من خلالها بالضيوف وأبناء العمومة، موضحا الهدف من اللقاء لخدمة الصالح العام والتآزر وتثمين الأواصر وتجميع الصفوف على مبدأ التسامح والتآخي.
ومن جانبه قدم "حسن لمراني"؛ من جمعية أهل الخير للأعمال الاجتماعية والثقافية والتربوية كلمة حيى من خلالها جميع الفعاليات التي ساهمت في ربط الأواصر بين القبائل الصحراوية خصوصا وبين القبائل العربية والامازيغية عموما.
كماأكد "مولاي حفيظ الفاضل" في كلمته على أهمية الموسم كرافع مهم لتنمية ورقي المنطقة المؤهلة التي تمنى أن يعمها الاستثمار خصوصا السياحي (منتجعات عائلية ومخيمات)، ومتمنيا تطوير هذا اللقاء وتوسيعه ليعم المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
ثم تقدمت "غزلان"؛ المهتمة بالبيئة وعضوة الجمعية الوطنية لتنمية مهارات وقدرات المرأة، بالشكر للجميع الذي التئموا في هذا الجمع وعبروا عن التواصل بين الشمال والجنوب، متمنية ترسخ هذا التقليد وتطويره.
ورحب النائب الثاني لرئيس مجلس جماعة والماس "حدو قبوش" بالضيوف وشكر المنظمين على روح جديتهم وحبهم للوطن، مؤكدا استعداد مجلسهم لتقديم الدعم والمساعدة للجمعية والزاوية في جميع الميادين والمساهمة في توسيع دائرة أنشطة الموسم.
واختار الجمعوي والمبدع "الفوداشي علي" مساهمته عبر قصيدة زجلية بالمناسبة راقت المستمعين وتجاوب معها الحضور. ولم يفت المنظمين أن قاموا بتكريم بعض الشخصيات المحلية لمجهوداتها وأياديها البيضاء في دعم مسيرة الجمعية الفتية وهم المستشار الجماعي "محمد آيت الحاج"، والإعلامية "سعاد حجي"، والشاب قائد المنطقة "مولاي رشيد العلوي الإسماعيلي". ليختتم اللقاء برفع برقية ولاء وإخلاص لجلالته محمد السادس تلاها أمين الاتحاد الدولي للدفاع عن الحكم الذاتي بالصحراء المغربية السيد "المامون أوسلمو".
هذا وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء الديني لم يخل من إبراز العادات والتقاليد المحلية والوطنية الامازيغية والصحراوية، والتي كان من أهمها استقبال الضيوف بالحليب والثمر على الطريقة الصحراوية ووضع الحناء والعطور والبخور المختلفة وسط الجمع، إلى جانب لوحات فنية قدمتها فرقة محلية للفروسية. وبصم المكان -الجذاب بطبيعته الخلابة- بصمة إضافية للقاء الذي لم تتسع له الخيام السوداء الكبيرة التي زينت بالزرابي والإكسسوارات التقليدية المحلية والجنوبية والأعلام المغربية، في جو ودي وتضامني قل نظيره كان من تأليف المبادرين "الحاجة امباركة" والحاج محمد"و إخراج جماعي لأبناء العمومة والقبائل والفعاليات المحلية.. يتبع.
تصريحات موازية خاصة
*العربي محمد العلوي: مقدم في الطريقة التيجانية وكاتب صحفي من مدينة العيون
"أحداثنا أواصر وقربى والرحم والتاريخ والجغرافيا المشتركة من الجنوب إلى الأطلس، هذه الرفاهية التي تشير إلى وحدة التاريخ المغربي والأصول المغربية، كما أنها مناسبة من أهم المناسبات الدينية التي أولاها أمير المومنين العناية اللازمة، لما لرمزية الزوايا من دور في الحفاظ على العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والطريقة التيجانية.. ونرى هذه المناسبة من باب كبير؛ فحتى أعداء الوحدة الترابية الذين يدعون بانتمائهم لأصول معينة من مناطق مغربية وأنها لديهم فهذه مناسبة من المناسبات التي ترد على مزاعمهم بأنهم في تلك المناطق وليس بالجنوب الذي يؤكد التاريخ أن أصوله أمازيغية".
*مولاي حفيظ دوجا الفاضل: رئيس منظمة أركان سوس للتنمية والمحافظة على البيئة بأكادير
ينطلق حضورنا لهذا الموسم من دعمنا للرمزية التاريخية للمغرب والزوايا المغربية الدينية التي تدفع بما هو اقتصادي واجتماعي وثقافي .. وإحياء هذا الموسم في نسخته الثالثة رسميا هو بهدف تجميع قبائل تركز المنتشرة في ربوع الوطن. كذلك لإحياء علاقات مع قبائل وأطراف أخرى وجمعيات محلية بهدف المساهمة في تنمية المنطقة ولفت الانتباه لها حتى يتم الاعتناء بمؤهلاتها الطبيعية المهمة ويفتح باب الاستثمار لتنميتها..وتبقى مبادرة الإخوة في جمعية سيدي عبد الرحمان الركاز لإحياء هذا الموسم مبادرة جيدة وبصمة طيبة في أفق تطويره اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا على نهج التنمية المستدامة.."