الراشق والعزف على وتر القصيدة الزجلية المغربية الحداثية
بقلم ذ. المبدع والزجال احميدة بلبالي
يعتبر المرحوم محمد الراشق من الأسماء التي وشمت وبقوة المشهد الزجلي بالمغرب من خلال مساهماته في البحث أوالحضور الإعلامي أوالإبداعي أوالتواجد والحضور المكثف على خريطة الملتقيات الشعرية وكذا التأطير والمتابعة من خلال المسابقات والورشات والنقاشات المصاحبة للكتابة الزجلية. ولمقاربة تجربته لابد من استحضار كل هذه الإسهامات.
كل تناول لتجربة ما هو فعل تقويمي كي لا أقول نقدي لأن مجال النقد يلزمها أهله المتمكنين من الأدوات العلمية بينما التقويم يشمل أيضا الانطباع وهناك توجهان أساسيان في التقويم، توجه يقارن المقوَّم بالأقران وتوزيع الشهادات (التقويم الإجمالي) وتقويم يهم المقوَّم بالتعلم والتمكن من مادة ما أومنهجية ما أوكفاية ما (التقويم التكويني). في الإبداع أنا أراهن دائما على هذا الأخير أي كيف أتطور بالنسبة لي، كيف أتجاوزني، كيف أقتل في النمطية، وبهذه الطريقة أتقدم، دون أن تغيب عن نصب عيني التجارب الأخرى والإنجازات المصاحبة لي في الحقل الذي أهتم به. لذا سأتناول الراشق وفق هذه الرؤية كيف يتجاوز نفسه في تجربته ولنبدأ ب "الزطمة على الما" ونعرج على "مكسور لجناح" لنحط الرحال في "ثريا د الروح"
في اعتقادي المبدع يرقي في مسيرته عبر ثلاثة مراحل:
مرحلة الإنوجاد أوالصرخة: هو يريد أن يقول أنا موجود أنا أتفاعل مع محيطي أنا مسكون بصرخة داخلية أريد أن أخرجها في لون إبداعي، هكذا يظهر الفنان فينا وهكذا ينبثق الزجال في سي محمد الراشق (طبعا هناك ظروف تربوية ونفسية واستعدادات ثقافية وراء ذلك...)
مرحلة البحث عن النموذج الأمثولة المحاكاة فلسفيا: أعني أكتب وفق مدرسة ما، وفق نموذج ما أووفق خيار سابق ما وهو ما سيبدأ في بعض قصائد الزطمة على الما ويتعمق في مكسور لجناح .الكتابة وفق أمهات القصائد في الملحون أوالتراث أووفق أسماء كبيرة في المجال.
مرحلة البحث عن البصمة الخاصة: يعني الذات الشاعرة تعي أنها وصلت درجة النضج الفني تضع أسئلة من قبيل: لابد أن أبحث عن ذاتي أنا وفق تصوري للكتابة وفق الانحياز لاختيار جمالي ما وهي مرحلة ليست بالهينة وليست في متناول الكل وتتطلب جهدا وثقافة وعمقا فكريا (مرحلة قتل الأب) هي المرحلة التي ينقب فيها سي محمد في "ثريا د الروح".
في القصائد الأولى التي نجمعها في ديوان عادة ما تكون التيمات متعددة وتكون القضايا هي الغالبة في اشتغالنا لأن السؤال الفني لا نهتم بطرحه بحدة وقتها نكون مسكونين بالصوت الجماعي وتميل كتاباتنا للنظم غالبا:
(الزطمة على الما نموذج) في "الزطمة على الما "
ص 41 الزطمة:
بطل من غنى لبلادو فزمان الهم
وتحدى بكلامو نيران الظلم
شهيد من غنى ومات فبحور الدم
تبقى آهاتو شاهدة ياما شاهدة
بلادي حياتي
حبي وغرامي
ودادي وهيامي
يا بلادي
(المعني مستوي/مسطح بالمعنى الرياضي كي لا أقول سطحي لا بؤرة فيه لا عمق في إنتاج المعنى/المباشرة الحرقة وحب الوطن والرغبة في رؤيته كما تشتهي الذات الشاعرة) وعناوين بعض القصائد تشي بذلك:
ص 23 وليدات لكار
ص 43 وصفوك يا بلادي
ص 45 حكاية سلام مع الاستغلال
ص47 باب الانتخام أو الانتخاب
ص 51 صرخة طفل عراقي
ص 53 احكاية رامبو ف بلاد العربان
الاشتغال على التراث والكتابة وفق مقاييس مسبقة:
الهيت: ص 27
... ماني سلعة مهربة
ماني عشة مخربة
أنا غرسة مزربة
وكلت الله فلي ارماني
وأنا قطة مغنضة
........
لابد من الوقوف على أن مستوى قصائد ديوان "الزطمة على الما" متفاوتة فنيا وبوادر التحديث تصاحب تجربة الراشق منذ البداية توظيف الأساطير والمحكيات الشعبية، استعمال الرمز في مقاربة بعض القضايا
قصائد: دموع الرحيل ص 11، رباب وراس الغول ص 15 يا بويا ص 35 نموذجا لا تغوذة ص 37 ويمكن أن أقول أن قصيدة السيرة الولى ص 59 هي مؤشر أوضح على التحول نحو سؤال الشعر سؤال القصيدة سؤال الحداثة الذي سنجده في الديوان الثاني:
النموذج: ص 59
الورد ف سيرتو الأولى
كا يشرع كمامو للسما
يفوح بعطر
وكل صباح يمسح الظلمة
يصبغ الما ، بلون لبحر
اكسير لعمر
الطير ف سيرتو الاولى
كان يرسم الخير
يعلم الطير ويلا اتألم
يطفي حريقو
بلونو ورحيقو
التجربة الثانية مكسور لجناح سيزاوج المرحوم محمد الراشق بين اختيارين:
1) المحاكاة / التناص (بالمعنى الإبداعي أعني وليس التقليد) مع التراث الزجلي. حبث المراهنة على الايقاع منذ البداية: الملحون/ الهيت /ربما
ص 12
صباح الخير يا قصيدة صباح الخير يا وريدة
انت ف جناني وحيدة
شكون بحالي فالصباح
كيف النحلة فالجباح
كيف الختمة ع لواح
,,,,
ص 27: المجدوبيات
مضغ كلامك قبل ما تسرطو
دهن الحرف بزيت لفهامة
ذوقني لا تزرب
وتعود عليك بالندامة
الموقف العام الصوت المشترك رد فعل عن احداث 11 شتنبر،
ص 90
...
ذوقي ذوقي امريكا
زرعت حصدت لحريقا
انت فراس كل موبيقا
هذا الزوبية من نارك
الواقعية النقدية
ص 104
لكراسى لكراسى
الزحام على لكراسى
الزعاما والساسة
الكرسي واللي فوقو
واللي فوق الفوق
حتى لراس السوق
2) البحث عن البصمة الخاصة عن قتل الأب من خلال:
بروز النفس الطويل في القصائد 16 صفحة في قصيدة "موال الدواخل" سماع الندى ص 20 وتتحول اللغة في غالب القصائد نحو شؤون النفس نحو الذات و هو انتقال فني وبحث عن تعويض الصوت الجماعي/البراح نحو صوت الأنا / الذات الفردية في تفاعلها مع الجمعي.
ص 69
ياخيي منين يفيض الخاطر
وتتمرغ الذات ف غيس النفس
نقصد حافة
ندفن فيها بفاس الحاضر
كل حافة بقياس
نايرة زاهرة توزع كاس
القصيدة تتأرجح بين الاشتغال الجمالي على اللغة وعلى القضية و الصورة الشعرية البؤرة في المعنى والتلميح ومزاوجتها بالنظم والمعنى الصريح والجمل العادية.
ص 72
ما يانا حارق مجنون
ندغن راسي ف المون
نخلي قطران بلادي
ونلعق عسل صبليون
ما يانا حارق مجنون
نهجر بويا ولخوت
لميمة لخليلة ولبيوت
........
ص39
قراني ك: لبرا من لقفا
تتلف حروفك
فرش ضلوعك
وعلق كلامي مشنوق
.......
ص 49
قراني حزين وبراني
حولني خريف ... تطيح وراقي
شعلني صيف ... تذوب رماقي
غرقني شتا ... ويضيع الباقي
ومنين توقف تلقاني ...
......
تجربة "ثريا د الروح"
ستتعمق الرؤية الفنية لتنتسب للمشهد الشعري أوالنفس الحداثي الذي يميز التجربة المغربية الراهنة حيث يرقى الزجل لمرتبة الشعر بكامل قضاياه وتصبح هويتنا تتمتع بتوازن بتعابرها المختلفة وتصير القصيدة الزجلية متكاملة مع الفصحى أوالمعربة (إشكال المصطلح يتطلب مجهودا واشتقاقات جديدة) ويصبح الشاعر شاعرا وكفى وتصبح المقاييس والقضايا الفنية هي الفاصلة وليس اللغة (دارجة أوفصحى) لا سقف للكتابة في الحداثة هي تمرد على النماذج ،الكتابة وفق الموروث والتقليدية "انصياع سقفها أمهات القصائد السابقة، الكتابة بالرؤية الحداثية تهم الحياة / الذات وتفاعلها الجواني مع القضايا الإنسانية
هذا ما ينتصر له الراشق في جل قصائد ديوان "ثريا د الروح" منذ القصيدة الأولى .... للصورة الشعرية عبر العنوان: "لكلام اللي كيشبه وجه الما" (استدعاء رموز الما/ الطين/ اللواح/ لكلام بمعنى القول او الكتابة/ تيمة الكتابة)
ص 7
كبف لمعاني علات
ونزلات قطرات
على ضلوع الورقة.
فكرة الما أمان/مداد/الورقة حياة لها ضلوع / الضو الما ,,, الما الضو ,,,, صورة تماثل مع السماء والأرض والمطر. الكتابة / الربيع
ص 9
عسس
على ريح
يحقر ضي شمعة
مضوية معاني فرحانة
على وجه السما
تباس القربة
وعلى وجه الكناش
يتباس لغلاف
وعلى وجه لبلاد
تيتباس التراب
اشتغال على المسكوكة على وجه القرآن تتبأس اللوحة
تيمة الكتابة أيضا
ص 33
اوهام شمشون تحيين السطورة واستحضارها لتناول راهن
حرك شمشك
ورميها تنزل
فوق شفك عينيها
لمغمضين على هدوب وهامك
حركوها قبلك
حتى وصل الظل لعتاب لبهى
وهاج عنقود الروح
يتمايل بحبات نابتة ف : عماق البوح
القوة البأس والخيانة عبر دليلة هل هي الخيانة عبر الأنثى اسطورتنا (آدم وحواء) هل الخيانة في الأسطورة رغبة الآن لينتصر شيء ما؟
من هو شمشون ومن هي دليلة هنا والآن؟ أليس فعل الأمر موجه لحوار ذاتي/ مونولوغ؟
ص 34 شمشون يا شمشون
دور شمسك
ما نهديك ظل توتة
تسرح فيه اوهام صورتك
تهرسات مرايتك
وبشقوفها
ركمنا ف : صدرك ندبات
سؤال الإشتغال الفني عند استدعاء الأسطورة كيف نجعل من الماضي وخرافاته حياة راهنة أومستقبلية يبقى معلقا كيف يتصرف من لا يعرف الأسطورة؟
ثريا د الروح ص 43
قصيدة البوح /الوصية / اللغة/ جدر الصبر/ نواضر لبحر/ التربة طاح وحمها على تحريف مزود
عاد عرفت
علاش حزام الزهرا؟
سلتات عروشها من شعى شمس
وقواس قابلاتها بلوان الفرحة
وبخّات بخّة
حتى نبت جدر الصبر
وصبغات .. نواضر لبحر
الإشتغال على الفضاء مكان /زمان في قصيدة ورززات (المدن في متون الراشق: مكناس الخميسات ورززات تيفلت تناول المدينة ولكن تطور اللغة...........)
سؤال آخر كيف نتمكن من الرقي بالكتابة عن أشياء واقعية وتكون قوة واقعيتها ضاغطة جدا؟ تناول المدن هنا / الحديث عن الربيع العربي / عن حرب العراق/ عن غزة/ عن رثاء قريب له وقع خاص في نفوسنا ( حالة الجدة بالنسبة لسي محمد الراشق )
اللغة: نستف لكلام ,,,كلام فازك بعرق ليام
حنش ف الواح السما ترتاح الكلمة
الحرف خرج ......بدا يهرج.. يدخل ويخرج ف الهدرة ص 8/ 9/ 10 /11
نفزك دموعي ص 86
عسس على الريح
تفجيجة لهوى ص 78 جمل قصيرة تراكيب فيها الجدة بداية قوية ونهاية ضعيفة
خذ مني نعاسي ,,,,,بدأ ضعف التحكم في شعرية القصيدة (الشرح / جمل تحصيل حاصل (نبقى بلا نعاس نبقى بلا اضراص .....)
ريح لهوى بحار ص 84 قصيدة متوازنة في لغتها وصورها وجملها المركبة
.........
تانميرت
منين قبلتي بحار
يرصى
على جنب مرصى
سندباد يكسّر محانو
على ضلوع موجك
......
بغيت نفزك دموعي
من بحر طرفك
خايف يميل حرفك
ويبلعني طوفان
ونا غير طوير
عنايتي ف انشادي
عشو ف قلبك حرير
.......
فوقاش تكتبني لقصيدة ص 89 نظم / جمل عادية/ تركيب ربما فيه أجتهاد نسبي
أمل دنقل ص 93 استدعاء الشاعر كرمز لكن لماذا؟ ما الجانب الذي يبتغيه الشاعر هل موقفه الفكري؟ هل قصيدته : لا تصالح ولو منحوك الذهب ولو توجوك بإمارة الملك,,,,,؟ هل نكتشف من النص ذلك؟
ص 99 باب مرّاح (الى الجدة) سؤال الإبداع وضغط الأحاسيس الواقعية
لكزات الخمسين ص 105 نص للتساؤل نص مفتوح ما الإضافة الفنية فيه؟
عتيق الولهان ص 124
.........
هذا ظني فيك
جيتي ف وقتك
وخا تعطلت خطواتك
جيتي فوقك
وخا الطريق سرقاتك
جيتي ف وقتك
وخا الوقت سرحاتك
.....
عيون اللمة ص 134 الصداقة / الإعتراف لغة وصور جميلة/ وصية كما لو أنه استعد للموت بعد البوح في "ثريا د الروح"
....
عفاكم عفاكم
عاونو حروفي تسيل
بمحبتكم
بمداد كتبتكم
بالروى من عيونكم الجاريه
فوسطكم ايلا زهقت الروح
تطلع راضية
....
خلاصة
من خلال مواكبتي للشأن الزجلي ولتجربة الشاعر والباحث سي محمد الراشق أسجل أن له خصوصية يتميز بها عن الزجالين وهي الاشتغال على ثلاثة توجهات أوأبعاد أوالعزف على ثلاثة أوتار: توجه الملحون/ توجه النظم/ وتوجه الحداثة، هو متعدد يرتاح في اللقاءات مع الجمهور لأن له من كل لون طرف حين ينشد قال لي الطبيب كنعاني / أوالهيت / أو أهام شمشون يجد التجاوب كيفما كانت طبيعة الجمهور.
بقلم ذ. المبدع والزجال احميدة بلبالي
يعتبر المرحوم محمد الراشق من الأسماء التي وشمت وبقوة المشهد الزجلي بالمغرب من خلال مساهماته في البحث أوالحضور الإعلامي أوالإبداعي أوالتواجد والحضور المكثف على خريطة الملتقيات الشعرية وكذا التأطير والمتابعة من خلال المسابقات والورشات والنقاشات المصاحبة للكتابة الزجلية. ولمقاربة تجربته لابد من استحضار كل هذه الإسهامات.
كل تناول لتجربة ما هو فعل تقويمي كي لا أقول نقدي لأن مجال النقد يلزمها أهله المتمكنين من الأدوات العلمية بينما التقويم يشمل أيضا الانطباع وهناك توجهان أساسيان في التقويم، توجه يقارن المقوَّم بالأقران وتوزيع الشهادات (التقويم الإجمالي) وتقويم يهم المقوَّم بالتعلم والتمكن من مادة ما أومنهجية ما أوكفاية ما (التقويم التكويني). في الإبداع أنا أراهن دائما على هذا الأخير أي كيف أتطور بالنسبة لي، كيف أتجاوزني، كيف أقتل في النمطية، وبهذه الطريقة أتقدم، دون أن تغيب عن نصب عيني التجارب الأخرى والإنجازات المصاحبة لي في الحقل الذي أهتم به. لذا سأتناول الراشق وفق هذه الرؤية كيف يتجاوز نفسه في تجربته ولنبدأ ب "الزطمة على الما" ونعرج على "مكسور لجناح" لنحط الرحال في "ثريا د الروح"
في اعتقادي المبدع يرقي في مسيرته عبر ثلاثة مراحل:
مرحلة الإنوجاد أوالصرخة: هو يريد أن يقول أنا موجود أنا أتفاعل مع محيطي أنا مسكون بصرخة داخلية أريد أن أخرجها في لون إبداعي، هكذا يظهر الفنان فينا وهكذا ينبثق الزجال في سي محمد الراشق (طبعا هناك ظروف تربوية ونفسية واستعدادات ثقافية وراء ذلك...)
مرحلة البحث عن النموذج الأمثولة المحاكاة فلسفيا: أعني أكتب وفق مدرسة ما، وفق نموذج ما أووفق خيار سابق ما وهو ما سيبدأ في بعض قصائد الزطمة على الما ويتعمق في مكسور لجناح .الكتابة وفق أمهات القصائد في الملحون أوالتراث أووفق أسماء كبيرة في المجال.
مرحلة البحث عن البصمة الخاصة: يعني الذات الشاعرة تعي أنها وصلت درجة النضج الفني تضع أسئلة من قبيل: لابد أن أبحث عن ذاتي أنا وفق تصوري للكتابة وفق الانحياز لاختيار جمالي ما وهي مرحلة ليست بالهينة وليست في متناول الكل وتتطلب جهدا وثقافة وعمقا فكريا (مرحلة قتل الأب) هي المرحلة التي ينقب فيها سي محمد في "ثريا د الروح".
في القصائد الأولى التي نجمعها في ديوان عادة ما تكون التيمات متعددة وتكون القضايا هي الغالبة في اشتغالنا لأن السؤال الفني لا نهتم بطرحه بحدة وقتها نكون مسكونين بالصوت الجماعي وتميل كتاباتنا للنظم غالبا:
(الزطمة على الما نموذج) في "الزطمة على الما "
ص 41 الزطمة:
بطل من غنى لبلادو فزمان الهم
وتحدى بكلامو نيران الظلم
شهيد من غنى ومات فبحور الدم
تبقى آهاتو شاهدة ياما شاهدة
بلادي حياتي
حبي وغرامي
ودادي وهيامي
يا بلادي
(المعني مستوي/مسطح بالمعنى الرياضي كي لا أقول سطحي لا بؤرة فيه لا عمق في إنتاج المعنى/المباشرة الحرقة وحب الوطن والرغبة في رؤيته كما تشتهي الذات الشاعرة) وعناوين بعض القصائد تشي بذلك:
ص 23 وليدات لكار
ص 43 وصفوك يا بلادي
ص 45 حكاية سلام مع الاستغلال
ص47 باب الانتخام أو الانتخاب
ص 51 صرخة طفل عراقي
ص 53 احكاية رامبو ف بلاد العربان
الاشتغال على التراث والكتابة وفق مقاييس مسبقة:
الهيت: ص 27
... ماني سلعة مهربة
ماني عشة مخربة
أنا غرسة مزربة
وكلت الله فلي ارماني
وأنا قطة مغنضة
........
لابد من الوقوف على أن مستوى قصائد ديوان "الزطمة على الما" متفاوتة فنيا وبوادر التحديث تصاحب تجربة الراشق منذ البداية توظيف الأساطير والمحكيات الشعبية، استعمال الرمز في مقاربة بعض القضايا
قصائد: دموع الرحيل ص 11، رباب وراس الغول ص 15 يا بويا ص 35 نموذجا لا تغوذة ص 37 ويمكن أن أقول أن قصيدة السيرة الولى ص 59 هي مؤشر أوضح على التحول نحو سؤال الشعر سؤال القصيدة سؤال الحداثة الذي سنجده في الديوان الثاني:
النموذج: ص 59
الورد ف سيرتو الأولى
كا يشرع كمامو للسما
يفوح بعطر
وكل صباح يمسح الظلمة
يصبغ الما ، بلون لبحر
اكسير لعمر
الطير ف سيرتو الاولى
كان يرسم الخير
يعلم الطير ويلا اتألم
يطفي حريقو
بلونو ورحيقو
التجربة الثانية مكسور لجناح سيزاوج المرحوم محمد الراشق بين اختيارين:
1) المحاكاة / التناص (بالمعنى الإبداعي أعني وليس التقليد) مع التراث الزجلي. حبث المراهنة على الايقاع منذ البداية: الملحون/ الهيت /ربما
ص 12
صباح الخير يا قصيدة صباح الخير يا وريدة
انت ف جناني وحيدة
شكون بحالي فالصباح
كيف النحلة فالجباح
كيف الختمة ع لواح
,,,,
ص 27: المجدوبيات
مضغ كلامك قبل ما تسرطو
دهن الحرف بزيت لفهامة
ذوقني لا تزرب
وتعود عليك بالندامة
الموقف العام الصوت المشترك رد فعل عن احداث 11 شتنبر،
ص 90
...
ذوقي ذوقي امريكا
زرعت حصدت لحريقا
انت فراس كل موبيقا
هذا الزوبية من نارك
الواقعية النقدية
ص 104
لكراسى لكراسى
الزحام على لكراسى
الزعاما والساسة
الكرسي واللي فوقو
واللي فوق الفوق
حتى لراس السوق
2) البحث عن البصمة الخاصة عن قتل الأب من خلال:
بروز النفس الطويل في القصائد 16 صفحة في قصيدة "موال الدواخل" سماع الندى ص 20 وتتحول اللغة في غالب القصائد نحو شؤون النفس نحو الذات و هو انتقال فني وبحث عن تعويض الصوت الجماعي/البراح نحو صوت الأنا / الذات الفردية في تفاعلها مع الجمعي.
ص 69
ياخيي منين يفيض الخاطر
وتتمرغ الذات ف غيس النفس
نقصد حافة
ندفن فيها بفاس الحاضر
كل حافة بقياس
نايرة زاهرة توزع كاس
القصيدة تتأرجح بين الاشتغال الجمالي على اللغة وعلى القضية و الصورة الشعرية البؤرة في المعنى والتلميح ومزاوجتها بالنظم والمعنى الصريح والجمل العادية.
ص 72
ما يانا حارق مجنون
ندغن راسي ف المون
نخلي قطران بلادي
ونلعق عسل صبليون
ما يانا حارق مجنون
نهجر بويا ولخوت
لميمة لخليلة ولبيوت
........
ص39
قراني ك: لبرا من لقفا
تتلف حروفك
فرش ضلوعك
وعلق كلامي مشنوق
.......
ص 49
قراني حزين وبراني
حولني خريف ... تطيح وراقي
شعلني صيف ... تذوب رماقي
غرقني شتا ... ويضيع الباقي
ومنين توقف تلقاني ...
......
تجربة "ثريا د الروح"
ستتعمق الرؤية الفنية لتنتسب للمشهد الشعري أوالنفس الحداثي الذي يميز التجربة المغربية الراهنة حيث يرقى الزجل لمرتبة الشعر بكامل قضاياه وتصبح هويتنا تتمتع بتوازن بتعابرها المختلفة وتصير القصيدة الزجلية متكاملة مع الفصحى أوالمعربة (إشكال المصطلح يتطلب مجهودا واشتقاقات جديدة) ويصبح الشاعر شاعرا وكفى وتصبح المقاييس والقضايا الفنية هي الفاصلة وليس اللغة (دارجة أوفصحى) لا سقف للكتابة في الحداثة هي تمرد على النماذج ،الكتابة وفق الموروث والتقليدية "انصياع سقفها أمهات القصائد السابقة، الكتابة بالرؤية الحداثية تهم الحياة / الذات وتفاعلها الجواني مع القضايا الإنسانية
هذا ما ينتصر له الراشق في جل قصائد ديوان "ثريا د الروح" منذ القصيدة الأولى .... للصورة الشعرية عبر العنوان: "لكلام اللي كيشبه وجه الما" (استدعاء رموز الما/ الطين/ اللواح/ لكلام بمعنى القول او الكتابة/ تيمة الكتابة)
ص 7
كبف لمعاني علات
ونزلات قطرات
على ضلوع الورقة.
فكرة الما أمان/مداد/الورقة حياة لها ضلوع / الضو الما ,,, الما الضو ,,,, صورة تماثل مع السماء والأرض والمطر. الكتابة / الربيع
ص 9
عسس
على ريح
يحقر ضي شمعة
مضوية معاني فرحانة
على وجه السما
تباس القربة
وعلى وجه الكناش
يتباس لغلاف
وعلى وجه لبلاد
تيتباس التراب
اشتغال على المسكوكة على وجه القرآن تتبأس اللوحة
تيمة الكتابة أيضا
ص 33
اوهام شمشون تحيين السطورة واستحضارها لتناول راهن
حرك شمشك
ورميها تنزل
فوق شفك عينيها
لمغمضين على هدوب وهامك
حركوها قبلك
حتى وصل الظل لعتاب لبهى
وهاج عنقود الروح
يتمايل بحبات نابتة ف : عماق البوح
القوة البأس والخيانة عبر دليلة هل هي الخيانة عبر الأنثى اسطورتنا (آدم وحواء) هل الخيانة في الأسطورة رغبة الآن لينتصر شيء ما؟
من هو شمشون ومن هي دليلة هنا والآن؟ أليس فعل الأمر موجه لحوار ذاتي/ مونولوغ؟
ص 34 شمشون يا شمشون
دور شمسك
ما نهديك ظل توتة
تسرح فيه اوهام صورتك
تهرسات مرايتك
وبشقوفها
ركمنا ف : صدرك ندبات
سؤال الإشتغال الفني عند استدعاء الأسطورة كيف نجعل من الماضي وخرافاته حياة راهنة أومستقبلية يبقى معلقا كيف يتصرف من لا يعرف الأسطورة؟
ثريا د الروح ص 43
قصيدة البوح /الوصية / اللغة/ جدر الصبر/ نواضر لبحر/ التربة طاح وحمها على تحريف مزود
عاد عرفت
علاش حزام الزهرا؟
سلتات عروشها من شعى شمس
وقواس قابلاتها بلوان الفرحة
وبخّات بخّة
حتى نبت جدر الصبر
وصبغات .. نواضر لبحر
الإشتغال على الفضاء مكان /زمان في قصيدة ورززات (المدن في متون الراشق: مكناس الخميسات ورززات تيفلت تناول المدينة ولكن تطور اللغة...........)
سؤال آخر كيف نتمكن من الرقي بالكتابة عن أشياء واقعية وتكون قوة واقعيتها ضاغطة جدا؟ تناول المدن هنا / الحديث عن الربيع العربي / عن حرب العراق/ عن غزة/ عن رثاء قريب له وقع خاص في نفوسنا ( حالة الجدة بالنسبة لسي محمد الراشق )
اللغة: نستف لكلام ,,,كلام فازك بعرق ليام
حنش ف الواح السما ترتاح الكلمة
الحرف خرج ......بدا يهرج.. يدخل ويخرج ف الهدرة ص 8/ 9/ 10 /11
نفزك دموعي ص 86
عسس على الريح
تفجيجة لهوى ص 78 جمل قصيرة تراكيب فيها الجدة بداية قوية ونهاية ضعيفة
خذ مني نعاسي ,,,,,بدأ ضعف التحكم في شعرية القصيدة (الشرح / جمل تحصيل حاصل (نبقى بلا نعاس نبقى بلا اضراص .....)
ريح لهوى بحار ص 84 قصيدة متوازنة في لغتها وصورها وجملها المركبة
.........
تانميرت
منين قبلتي بحار
يرصى
على جنب مرصى
سندباد يكسّر محانو
على ضلوع موجك
......
بغيت نفزك دموعي
من بحر طرفك
خايف يميل حرفك
ويبلعني طوفان
ونا غير طوير
عنايتي ف انشادي
عشو ف قلبك حرير
.......
فوقاش تكتبني لقصيدة ص 89 نظم / جمل عادية/ تركيب ربما فيه أجتهاد نسبي
أمل دنقل ص 93 استدعاء الشاعر كرمز لكن لماذا؟ ما الجانب الذي يبتغيه الشاعر هل موقفه الفكري؟ هل قصيدته : لا تصالح ولو منحوك الذهب ولو توجوك بإمارة الملك,,,,,؟ هل نكتشف من النص ذلك؟
ص 99 باب مرّاح (الى الجدة) سؤال الإبداع وضغط الأحاسيس الواقعية
لكزات الخمسين ص 105 نص للتساؤل نص مفتوح ما الإضافة الفنية فيه؟
عتيق الولهان ص 124
.........
هذا ظني فيك
جيتي ف وقتك
وخا تعطلت خطواتك
جيتي فوقك
وخا الطريق سرقاتك
جيتي ف وقتك
وخا الوقت سرحاتك
.....
عيون اللمة ص 134 الصداقة / الإعتراف لغة وصور جميلة/ وصية كما لو أنه استعد للموت بعد البوح في "ثريا د الروح"
....
عفاكم عفاكم
عاونو حروفي تسيل
بمحبتكم
بمداد كتبتكم
بالروى من عيونكم الجاريه
فوسطكم ايلا زهقت الروح
تطلع راضية
....
خلاصة
من خلال مواكبتي للشأن الزجلي ولتجربة الشاعر والباحث سي محمد الراشق أسجل أن له خصوصية يتميز بها عن الزجالين وهي الاشتغال على ثلاثة توجهات أوأبعاد أوالعزف على ثلاثة أوتار: توجه الملحون/ توجه النظم/ وتوجه الحداثة، هو متعدد يرتاح في اللقاءات مع الجمهور لأن له من كل لون طرف حين ينشد قال لي الطبيب كنعاني / أوالهيت / أو أهام شمشون يجد التجاوب كيفما كانت طبيعة الجمهور.